سلط تقرير تحليلي أعدته النسخة العربية الإلكترونية من صحيفة “الإندبندنت” البريطانية الضوء على حادثة اقتحام الحرم المكي الشريف عام 1979.
وأشار التقرير إلى تحفظ السعوديين منذ قرابة الـ40 عاما على ذكرى الحادثة التي قام من خلالها “جهيمان العتيبي” ونحو 200 مسلح من جماعته باقتحام الحرم المكي الشريف لإعلان مبايعة المهدي المنتظر آخر أئمة الشيعة الإمامية، حيث زعم العتيبي أن صهره “محمد القحطاني” هو المهدي المنتظر الذي سيعيد المجتمع السعودي للدين الصحيح.
وأكد التقرير أن أول من حرّك المياه الراكدة هو النجم الكوميدي السعودي ناصر القصبي الذي أجاد بشهادة الجميع أداء الأدوار الجادة لا سيما في مسلسل “العاصوف” الجريء بطرحه لهذه المسألة التي لم يتطرق لها أي منتج أو مخرج سعودي منذ 4 عقود، مُبيناً طرح المسألة من خلال نشر قناة “MBC” لقطات درامية تحاكي ما حدث في الحرم المكي، وهو الأمر الذي لاقى هجوما حادا من قبل ناشطين سعوديين.
وأضاف التقرير أن مسلسل “العاصوف” المستوحاة قصته من رواية الكاتب والمثقف السعودي الراحل عبد الرحمن الوابلي “بيوت من تراب” أثار جدلا واسعا في السعودية لكونه يُركّز على مرحلة مهمة من تاريخ السعودية المتمثلة بسبعينيات القرن الماضي التي شهد خلالها المجتمع السعودي بدايات ظهور حركة الإخوان وما يعرف بـ”الصحوة”.
ونقل التقرير عن القصبي عدم مبالاته بالانتقادات التي يتعرض لها المسلسل انطلاقا من أهمية الحادثة والمرحلة التي يتناولها رغم قدسية الحرم الشريف، فيما بيّن التقرير أهمية مسلسل “العاصوف” بين الأعمال الدرامية السعودية هذا العام لكونه تناول حادثة اقتحام الحرم المكي الشريف.
وتطرق التقرير إلى قضاء فريق العمل قرابة الـ5 سنوات في كتابة النص ومعالجة السيناريو الخاص به قبل البدء بالتصوير، فيما مثلت حادثة “العتيبي” أبرز المشاهد التي روجت للمسلسل بشكل كبير، مؤكدا أن “العتيبي” ينتمي لجماعة دينية سلفية اقتحمت معه الحرم المكي الشريف بأسلحة تم حملها على الأعناق بحجة أنها جثامين موتى ليتحصنوا في الحرم لمدة تجاوزت الأسبوعين، قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم وإعدام “العتيبي” مع عدد من أتباعه.
وشدد القصبي لمعدي التقرير على مناقشة المسلسل لقضايا اجتماعية بحتة، وليس للتركيز على حادثة الحرم المكي الشريف بحد ذاتها أو جماعة الإخوان التي تحتاج إلى عمل فني منفصل، على حد قول القصبي، لمناقشة كامل تفاصيلها وأهدافها، مستدركا بالإشارة إلى تسليط “العاصوف” الضوء في حلقات سابقة منه على بداية الجماعة وحركتها وأهدافها في السعودية.
وأضاف القصبي أن فترة “الصحوة” ستنال نصيبا كبيرا من النقد وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مبينا أن الجزء الأول من المسلسل واجه العديد من الانتقادات رغم أنه لم يتطرق لـ”الصحوة” التي شهد خلالها المجتمع السعودي تشددا في الدين، فيما سيشهد الجزءان الثاني والثالث هذا الأمر منتقدا في ذات الوقت الصحف في بلاده من خلال وصفها بأنها “طارت بالعجة”، وهو مثل شعبي يُبين أنها تلقفت أخبارا غير صحيحة وانتقدتها من دون وجود بينة من خلال مقالات وتقارير انتقدت تناول الجزء الأول من “العاصوف” لمرحلة “الصحوة” وهو الأمر الذي لم يحصل.
ونفى القصبي ما يشاع بشأن عدم وجود جزء ثالث من “العاصوف”، إذ يتم التحضير له ليركز على فترة “الصحوة” وتبعاتها على المجتمع السعودي، مؤكدا أن سرّ نجاح “العاصوف” هو المتابعة المستمرة لمالك مجموعة قنوات “MBC” الشيخ وليد البراهيم الذي كان قريبا من فريق العمل الذي يعده القصبي واحدا من أهم الأعمال التي قدمها خلال مسيرته الفنية.
وتوقع القصبي أن تشهد الدراما السعودية عهدا ذهبيا خلال الأعوام المقبلة لا سيما أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يهدف إلى تحقيق عصر جديد في كافة مناحي الحياة، مشيرا إلى تلمس الممثلين لرؤية بن سلمان ومراهنتهم على فترة درامية مختلفة بفضل دعمه.