القذافي “يُنقذ” رئيس كوريا الشمالية من “الكابوس”
218 | خاص
“إشارة مهمة” تجاهلتها وسائل الإعلام وردت في رسالة وجهها رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى نظيره في كوريا الجنوبية، إذ اتضح أن الزعيم الشاب والغامض الذي كان يُوزع “تهديداته المتكررة” على نطاق واسع بشأن “حرق أميركا والعالم”، كان في واقع الأمر يخفي خوفا شديدا من أن يلقى مصير طغاة حول العالم، وأن خطبه وتهديداته لم تكن سوى “جوفاء”، وأن “الصورة الانطباعية” التي بناها عن نفسه، وعن دولة لا يتنفي شعبها إلا بإذن منه لم تكن سوى “بروباغندا إعلامية”.
في تفاصيل الرسالة التي “طيّرها” كيم جونغ أون إلى نظيره الكوري الجنوبي ظلت أجزاء منها غامضة وغير منشورة، لكن بحسب ما سُرّب منها فإن الزعيم الكوري الشمالي استدعى مثل العقيد معمر القذافي و”مصيره المأساوي” كخلفية تُبرّر تراجعه عن التجارب الصاروخية العابرة للقارات، والمختبرات النووية، إذ يقول جونغ أون أنه كان يريد أن يتحاشى مصير العقيد والرئيس العراقي السابق صدام حسين، إذ انتهى صدام والقذافي إلى “مصير مأساوي” سرعان ما تحول إلى “كابوس” يجثم فوق صدور العديد من الزعماء القساة حول العالم.
تشير انطباعات عالمية إلى أن “التحرك الدولي” في السنوات العشر الأخيرة ضد “قادة قساة” كان يُثمر ولو على نحو متأخر كابوسا لدى العديد من الأنظمة الديكتاتورية التي لا تزال تؤمن بجدوى “الحديد والنار”، فيما صار ممكنا القول إن ثورة السابع عشر من فبراير في ليبيا التي قالت للعقيد القذافي “كفى وإرحل”، ومن ثم التي أنتجت مشهد مطاردة وملاحقة القذافي كان لها الفضل في إنقاذ العالم من “حرب نووية” كان كفيلة ب”إنهاء العالم”، إذ لم يكن يتخيل أحد أن يبتعد شبح حرب عالمية جديدة على هذا النحو، في ظل توقعات وانطباعات قالت إنها آتية بلا ريب.
العقيد القذافي دخل التاريخ من أوسع أبوابه ليس بسبب ما آلت إليه ليبيا اليوم بسبب، وبسبب الحلقات الفاسدة التي كانت “تحكم وتبطش” بإسمه، بل أن “المشاهد المذلة” التي ظهر عليها في أكتوبر على يد ليبيين غاضبين، كانت “سببا كافيا” لمنع انزلاق العالم نحو حرب نووية اقتربت كثيرا، وكان من الممكن أن تحمل إمضاء “زعيم مضطرب” كان يقتل من لا يصفق لخطابه، وأيضا “مقاول عالمي” يعمل بوظيفة رئيس الولايات المتحدة الأميركية.