القذافي يُهدد الليبيين بإعادتهم إلى “بيت الطاعة”
218TV|خاص
ما إن حطّ تقرير ديوان المحاسبة بـ”صدمته وثِقّله” على صدور الليبيين، حتى أطلق الليبيون “رسماً افتراضياً وتخيّلياً”، فيما لو كان العقيد معمر القذافي حياً وجرى إطلاعه على مضمون “التقرير المُرْعِب” الذي أظهر الطبقة السياسية الحاكمة وهي تحترف نهب أموال الليبيين، إذ يتخيل ليبيون بأن العقيد كان سيرتدي على الفور “ثيابه المُزركشة” التي ظلت بعد سبع سنوات من رحيله “عصية على الفهم”، وعلى الأرجح فإن العقيد كان سيطلب توجيه “خطاب طويل ومُمِل” إلى الليبيين لـ”يُعيّرهم” بما آلت إليه ثورة فبراير التي تسلل عبرها شخصيات سياسية سرعان ما اتضح أن هدفها “نهب المال” لا “بناء ليبيا جديدة”.
سيبدأ القذافي خطابه التخيّلي بـ”نظرات شامتة” قبل أن يُعيد تذكير الليبيين –لاسيما آل فبراير منهم- بأنه كان يتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد من الخراب والتراجع والسوء، ولا يُستْبعد أن يُذكّرهم بـ”خطاب زنقة زنقة”، ليقول لهم إن ما وصل إليه الليبيون اليوم توقّعه في “الخطاب الهزلي والمأساوي” الذي أثبت لليبيين وقتذاك صوابية نزولهم إلى الشوارع والميادين، إذ يمكن للقذافي إن ما أُتِيحت لهم مهمة التحدث إلى الليبيين من “قبره المجهول” أن يعطي الشرعية لنفسه المطالبة بإعادة الليبيين إلى “بيت الطاعة”، وإعلان “الكتاب الأخضر” دستوراً “دائما وعصرياً وشاملاً”، أو أن يقول لليبيين إن تلفزيون “الجماهيرية” هو المستقبل، وقد يقول: “طز بالسوشيال ميديا”، وقد لا يتردّد بأن يصف الليبيين مجدداً بأنهم “شُذّاذ آفاق وجرذان”، ومن الطبيعي أن يقول لليبيين: “من أنتم”، محاولاً التلاعب بملامح وجهه لإثارة مشاعر من الرعب.
الطبقة السياسية “السارقة” تتحمل المسؤولية –وفق ما يقوله ليبيون- عن أي “خطاب مُتهوّر للقذافي” يُلْقيه من القبر، أو أن يعلن العقيد من قبره ترشحه للانتخابات المقبلة قائلا لليبيين: “تبو ديمقراطية.. راهو انتخابات وحنفوز فيها”، لكن يغيب عن بال القذافي ومعه “الأنصار والأيتام” إن الليبيين حينما قاتلوا كتائب القذافي بـ”اللحم الحي” كانوا يريدون خلاصاً من “الطغيان والأصنام”، وإنهم مهما طال الزمن لن يقبلون استبدال “السيء” بـ “الأسوأ”.
“آل سبتمبر” باتوا عملياً في “موقع الهجوم” بعد تقرير ديوان المحاسبة، فـ”الساسة الجُدُد” في ليبيا تفوقوا في سنوات قليلة على مجموع ما سرقه العقيد ومعه حاشيته في أربع عقود، لكن “آل فبراير” يقولون إن “الساسة المُبدّدين” ليسوا “الوجه الحقيقي” لثورة السابع عشر من فبراير، ويعتبرون أن ثورة فبراير كانت حتمية، وتملك القدرة على إعادة تصويب الاختلالات، ورسم مسار وطني جديد لها، ويُمّنون النفس بأن تكون الانتخابات العامة المقبلة “فرصة حقيقية” ليُصحّح الليبيون عبرها “أخطاء فبراير”.