القديرة نجوى محمد – أهكذا تذكرتوني!
محمد الطيب
أصبح من المألوف جدا أن نصبح ونمسي على صور وتعليقات ومناشير التنمر على الآخرين من باب ما أسماه البعض ‘كوميديا’ ويقوم الكثيرون على السوشيال ميديا باستخدام صورة أو فيديو لشخصية ما لإضحاك المتابعين كنوع من أنواع الترفيه الذي أسميه بـ ‘القذر’ لأنه على حساب شخص يملك مشاعر ولا يرضى أن يكون سلعة يتاجر بها في سوق ما يعرف بالميميز أو ‘الصور المعبرة’ .
المطربة الليبية القديرة نجوى محمد التي بدأت مشوارها الفني سنة 1987 وصاحبة أرشيف غنائي طويل ‘لا يمكنني حصره في هذا المقال’، وقعت وللأسف ضحية لهذا النوع من التنمر، حيث تواجه اليوم موجة ساخرة من جملة ذكرتها في إحدى البرامج التلفزيونية ترجمها كل مشاهد على حسب قدر فهمه واستيعابه وبكل أسف أقولها، حسب أخلاقه، فضحك من ضحك وانجر خلفها من من انجر وشارك في نشرها من لم يتخيل نفسه للحظة أنه هو من في الصورة وأنه هو من يواجه هذا الموقف أللا حضاري وأللا أخلاقي.
يمكن تصنيف هذا السلوك تحت بند الظواهر الاجتماعية الحديثة في مجتمعنا لأنها من العادات السلبية غير العادية وتؤثر على المجتمع والفرد بشكل مباشر، لكن الشيء الإيجابي والوحيد في هذه الظاهرة هو أن كل حدث يأخذ فترة زمنية معينة ‘في الغالب قصيرة’، أي لحظة انتشار محاولة التنمر على شخص ما، وسرعان ما يبدأ بالتلاشي وتتراجع موجته، كما يصفها البعض بعلبة المشروب الغازي لحظة انفجارها.
اليوم وبكل بساطة واختصار فإن ظاهرة التنمر في ليبيا وأيضا في العالم ليست بجديدة، أصبحت تؤثر كثيرا على الذوق العام في محتوى السوشيال ميديا فكلما زاد تفاعل المتابعين على هذا النوع من المحتوى، كلما أصبحت الصفحات الإلكترونية تبحث عن ضحية جديدة لنشرها وانتظار جمع اللايكات والشيرات ولا يعلمون أنهم كمن يصلب الضحية وينتظر من يرمي عليها الحجارة، والفنانة الليبية نجوى محمد ليست الأولى أو الأخيرة إنما لفتت انتباهي كونها مطربة قديرة رافقت أجيالا بصوتها العذب وتاريخها الراقي في مجال الموسيقى الليبية، فلا أحد يمكنه أن ينسى أعمالها ‘ليش يا حبيب – هانوا بلا سيات – لو طولت غيابي وغيرها’ ونتذكر أيضا أولى أعمالها الذي انتشر وتم تداوله في أغلب الدول العربية حينها ‘تذكرتهم عندما ودعوني’ واليوم وفِي هذا الموقف لا يسعها إلا أن تقول لمن تنمر: هكذا تذكرتوني! .