القاسمي لقناة 218: حفتر “رقم كبير” في المعادلة الليبية.. وأطراف دولية تحاول التلاعب بحوار تونس
في سلسلة اللقاءات التي تجريها قناة 218، أجرت لقاءً خاصا لموقع القناة مع المهتم بالشأن العام الليبي جمعي القاسمي في تونس العاصمة، وقال القاسمي في بداية حديثه، إن الجولة الأولى والثانية التي تعقد هذه الأيام بين لجنتي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، تكشف أن أطرافا دولية مدعومة بمستشارين يعملون على دعم الأطراف الإسلامية، ولديهم كل تحركات الاجتماعات وما يدور فيها، حسب وصفه.
وأضاف القاسمي أن هذه الأطراف ما تزال تنتظر بشيء من الريبة، وتعمل على فرض مصالحها وعلى وجه التحديد الدول التي تدعم الإسلام السياسي.
أما عن الطرف الآخر المتمثل في مجلس النواب، الجهة التشريعية ، وصف القاسمي بأنه دخل المفاوضات مشتتا ولم يعمل على امتلاك أدوات حقيقية وتركّزت على الحسابات الضيقة، وعلى وجه الخصوص الحسابات المناطقية واستحضار المسألة القبلية.
وفي الحديث عن صلب الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات، قال المحلل السياسي لقناة 218، بأنه تم استخدام “الخبث السياسي” في بعض بنوده، الأمر الذي جعله جامدا لفترة طويلة ولم ينتج حراكا حقيقيا في ترسيخ الاستقرار والتوافق بين الفرقاء.
وبالرجوع إلى الإسلام السياسي، ذكر القاسمي بأن ممثليه تعلموا من تجارب الدول وأصبحوا يعملون على وضع خطط مستقبلية وأخرى بديلة لأي مرحلة قادمة وأي مستجد للعملية السياسية.
وحول التحركات الأخيرة للجيش الوطني، وتصريح القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، أوضح القاسمي بأن حفتر استطاع أن يفرض نفسه أمام المجتمع الدولي، كرقم كبير في المعادلة الليبية، في المجال العسكري والسياسي مؤخرا، بعد تصريحه عن بداية المشاورات بين لجنتي صياغة تعديل الاتفاق السياسي، الذي قال فيه بأن هناك خطة بديلة إن فشل الحوار، وخاصة بعد التحركات الأخيرة في المنطقة الغربية على وجه الخصوص.
واستدعى القاسمي في حديثه اتفاق باريس ولقاء روما الذي غيّر جزءا من المعادلة السياسية، ومنح المشير خليفة حفتر وضعا جديدا على الساحة السياسية، وهو الأمر الذي جعل حفتر ينتهج أسلوبا سياسيا وخطابا لم يكن موجودا لدى المؤسسة العسكرية، بحسب وصفه.
وتطرق المحلل السياسي إلى لغة التصريح الأخير للمشير خليفة حفتر، الذي قال بأنها كانت تحمل أكثر من دلالة سياسية وأبرزها، أن المشير رأى صعوبة المشاورات الجارية في تونس، وحذر من أنه إذا فشلت هذه الجولة من الحوارات سيكون هناك بديل آخر، لم يحدده، ولكن المعطيات تقول بأن الرسالة التي أراد حفتر إيصالها بأن الجيش الوطني يقترب من المنطقة الغربية، وقادر على بسط الأمن من خلال الجيش على كل ليبيا.
أما عن إيطاليا وفرنسا على وجه التحديد، قال المحلل السياسي في سياق حديثه لقناة 218، إن هاتين الدولتين تتنافسان على من يعمل على كسب ليبيا اقتصاديا وخصوصا في ملف الطاقة، وملف إعادة البناء في ليبيا.
وأضاف أن هناك عاملين آخرين يعمل عليهما “الفرنسيس والطليان” وأبرزهما تسليح الجيش الوطني بعد رفع الحظر والملف الشائك مند سنوات وهو الأموال المجمدة، ومن يستفيد منها أولا، فرنسا أم إيطاليا.
وتوقّف القاسمي في حديثه عند الأموال المجمدة، حيث وصفها بالملف الأكبر الذي سينفجر قريبا في ليبيا، وسيخلق صراعا جديدا بين من يحاول أن يسيطر عليها.
وبالعودة إلى ما يجري في القاعات التي تشهد اجتماعات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والبعثة الأممية، قال القاسمي بأن غسان سلامة المبعوث الأممي في ليبيا، يعمل وفق آلية أكاديمية لا سياسية مع الملف الليبي، وهو يبحث عن حلول ولو على حساب ليبيا، وهو الأمر الذي قد ينتج عنه إرباك على الساحة ويعقد الأزمة أكثر مما هي عليه.
وأضاف القاسمي بأن سلامة تعهد بعدم نشر أسماء الحكومة المقترحة والمجلس الرئاسي، ولكن بعد تعهده طرحت أسماء في الجلسات المغلقة، وهو أمر كان يجب على البعثة الأممية إدارته بشكل جيد يمنع أي تشتت في هذه المرحلة.
وأوضح القاسمي وفق تصوره بأن فرنسا انتزعت الملف الليبي بعد التردد الإيطالي وانشغال بريطانيا بأزمتها مع أوروبا في مسألة خروجها من الاتحاد والمشاكل الداخلية التي تعاني منها ومنها الهجمات الإرهابية الأخيرة ووضع حكومتها مع الشأن الداخلي.
وأشار القاسمي أيضا إلى أن غسان سلامة كان مدعوما بشكل مباشر من فرنسا، التي تعتبر مهندسة اللعبة الجديدة في ليبيا، بعد تحركات وزير خارجيتها جان إيف لودريان والتقارب في ليبيا والمنطقة على أن تكون فرنسا لاعبا كبيرا في ليبيا مستقبلا.
وأضاف المحلل السياسي، بأن سلامة جاء بعد تغيرات دولية مهمة، انعكست على مجلس الأمن، وأن مرحلته أتت بعد المبعوث الأممي السابق مارتن كوبلر الذي كان يدير الأزمة فقط ولا يعمل على حلها، وفق خطته التي كانت تعتمد على الاجتماعات المنفصلة والتي لا تجمع كل الأطراف الليبية.
وحول مدى الاستفادة الفرنسية بشكل مباشر في ليبيا، أوضح القاسمي بأن عيون فرنسا ما تزال تتجه نحو الجنوب على وجه خاص، لكونه محاذيا لدول تشاد والنيجر التي تستفيد منها في مسألة الطاقة، وأيضا لما تحمله فزان من كمية كبيرة من اليورانيوم الذي تحتاج له فرنسا في مجال الطاقة الكهربائية، ولذا هي تعمل على البحث عن احتياطي استراتيجي لها مستقبلا.
وختم القاسمي حديثه مع 218، بأن المجلس الرئاسي المقترح لا فائدة منه في ليبيا وكان يجب العمل على تشكيل حكومة توافقية تعمل على تسيير الأعمال فقط وأن تضمن إدارة انتخابات نزيهة، تفرز رئيسا، وأن تجربة تعدد الأجسام في ليبيا أثبتت فشلها، ولم تقدّم إلى الليبيين أيّ شيئ إيجابي ملموس على الأرض.