الفهد الأسمر بوخمادة يُودع 2017 ب”دموع الرجال”.. الغائبون حضروا
218TV| خاص
ب”ظَهْرٍ متعب”، و “زند سمراء مجروحة”، متكئاً على ما تبقى من مبنى في اخريبيش، وب”بالون دمع” لم يُقاوِم اتساع “العَبَرات” داخله، فاضت عيون اللواء ونيس بوخمادة “دمعاً سخياً” بعد أن رصده مقطع فيديو مُصوّر وهو “شارد الذهن” قبل أن يستعين بيديه ليحجب الرؤية عن “دموع ساخنة” جاءت في موعدها فيما يصغي عبر اللاسلكي إلى “إشارات ومعلومات” يُطيّرها “جنود الميدان” عن “تحرير وتطهير” أزقة اخريبيش، فخلافا ل”نجاحاته المستمرة” في الميدان، أخفق بوخمادة في “حجب دمعه”، فيما يشرحها جندي مُجاوِر بالقول: “إنه يستذكر الذين ضحّوا ورحلوا”، قبل أن يصمت، وفي صمت “العيون الباكية” ألف “علامة رضا”.
ظل بوخمادة طيلة معارك بنغازي مُحافظا على “عفويته”، ومُطارِدا وعوده التي أطلقها لأهل بنغازي بألا يسمح ل”الظلام والظلاميين” أن تُشارِكهم “العاصمة الثانية”، مقتفيا على الدوام أثر الإرهابيين، إذ يندر أن يُميّز زائرا للميدان بين عنصر في الجيش الوطني، وآمر القوات الخاصة الصاعقة، فهو يتجول ب”عصى غليظة”، ومن دون “قيافة عسكرية”، ورصدته الكاميرا يوما وهو يمتطي “بشكليطة” أصغر بكثير من “حلمه وطموحه” في الميدان الذي ردّد مرارا في جنباته: “جايينكم جايينكم”.
يُقال في القصص التي تتطاير من الميدان، إن ما رُصِد عن بوخمادة هو في واقع الحال لا يُساوي شيئا من الواقع، إزاء قصص لا تزال “طي الكتمان”، وتُظْهِر قدرا كبيرا من “إنسانية مفرطة”، و “تضحيات” يصعب حصرها أو الإحاطة بها، لا يأبه “الفهد الأسمر” ل”الاستعراض الإعلامي”، وليس من طبعه “المُزاحمة” على موقع في “الصف الأول” فالأهم لدى بوخمادة هو أن “تبقى البلد وإن فَنِيَ الجسد”، ويُسجّل للرجل إنه لم يتأخر أبدا في أشد المواقف “وطأة وقسوة”.
من دون “نياشين ورُتب”، وب”يقين” أن “استعادة الأوطان” هدف ليس قبله أو بعده “أي هدف”، يعتقد بوخمادة أن الشعوب دائما هي التي تقول كلمتها متى صح منها العزم، أما صفحات التاريخ بعد سنين فلا تشغله عن “الهدف”، فهو يثق أنها “ستُنْصِفه”.