الفن المصري القديم يلتقي مع أحفاده المعاصرين في متحف بالقاهرة

القاهرة (رويترز)- أعمال فنية معاصرة تُعرض إلى جانب آثار مصرية قديمة في قاعة واحدة بالمتحف المصري في وسط القاهرة بدءا من يوم السبت (28 أكتوبر تشرين الأول) في إطار معرض “الضوء الخالد.. شيء قديم وشيء جديد”.

ويُعرض 16 عملا فنيا معاصرا لفنانين بينهم محمد عبلة ويوسف نبيل وأحمد مرسي وغيرهم بين قطع فنية أثرية لا تقدر بثمن بهدف إظهار الاختلاف بين الفن المصري القديم والحديث.

والمعرض، الذي يستمر أربعة أيام حتى 31 أكتوبر تشرين الأول، من تنظيم مؤسسة (آرت دي إيجيبت)، وهي شركة خاصة للاستشارات الفنية المتعددة بالتعاون مع وزارة الآثار تحت رعاية مؤسسة ساويرس ومؤسسة بارجيل للفنون ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت نادين عبد الغفار مديرة مركز (آرت دى إيجيبت) “فالكرة كلها إن إحنا عايزين نوري (نُظهر) الرابط ده، إن الرابط ده ما زال موجود، ما زال موجود في المصري المعاصر في كل المجالات، مش بس الفن، والفن من أهمهم. ومن خلال المبادرة دي بنحط (نسلط) الضوء على المكان اللي إحنا بنعمل فيه المعرض”.

ووجهت دعوات لنحو 150 ضيفا من كبار الضيوف العالميين والمحليين لحضور حفل افتتاح المعرض الذي يهدف أيضا لزيادة الوعي بمبادرات ترميم المتحف والحفاظ عليه.

ومن بين الضيوف المشاهير كانت الفنانة بشرى رزة ووزير الدولة السابق للآثار زاهي حواس ورجل الأعمال المصري الملياردير المعروف سميح ساويرس، وهو من رعاة المعرض.

وقال سميح ساويرس لتلفزيون رويترز “إن هو المتحف دوت في حد ذاته، المبنى نفسه مبنى أثري مش بس الآثار اللي جواه، وطبعا كل المجهود دلوقتي رايح عشان المتحف الجديد. فيعني إحنا عايزين برضه ما ننساش الحاجات القديمة بتاعتنا لأنه في العالم كله ما فيش متحف قديم بالدرجة دي، قصدي في منطقة الشرق الأوسط يعني. المتاحف الجديدة كل الدول العربية بنت متاحف جديدة، بس إحنا برضه لازم يبقى عندنا فخر إن إحنا من 200 سنة كان عندنا متحف في مصر، ومتحف زي ما أنت شايف هايل بس طبعا الإمكانيات، كالعادة، مش موجودة كفاية، فالحملة دية إن إحنا نجمع تبرعات تساهم إن المتحف ده يقعد زي ما هو يعني ويتحسن ويبقى كويس، حاجة كويسة قوي”.

ومن بين الأعمال الفنية المعروضة أعمال مرسومة بالزيت والنفط والاكريليك.

وقال الفنان خالد حافظ وهو فنان معاصر شارك في المعرض “النهاردة لما بنعمل عرض داخل المتحف المصري فيه 16 مصور بنبدأ فعلا نشوف مجموعة الناس اللي اخترعوا هذا الشيء واستمروا به، الفن، فن الأسرات اللي هو من 30 أسرة، إحنا جزافا بنقول عليه الفن الفرعوني وهو اسمه الفن المصري القديم، والنهاردة أحفاد دول بيعملوا إيه، ده مهم جدا إن الاثنين دول يتحطوا جنب بعض ويتعرضوا جنب بعض. لسبب ما ده عمره ما اتعرض قبل كده وأنا شايف إن دي فكرة رائعة”.

وأوضح خالد العناني وزير الآثار المصري أن حفل الافتتاح أثمر عن تبرعات عديدة لترميم المتحف المصري بالتحرير.

وقال العناني “حضرتك قدرتي النهاردة تجيبي في التحرير بالليل أكثر من 150 شخصية عالمية، من المهتمين بالفن. هم بعد ما زاروا التابلوهات ما عرفناش إن إحنا نحترم الوقت المحدد لأن كلهم راحوا يزوروا الآثار المصرية القديمة. بعض الشركات تبرعت للمتحف تبرعات عينية من تغيير إضاءة، تغيير حمامات، تبليط حتت، أجزاء كتير في المتحف، هي شراكة مُثمرة جدا بين المجتمع المدني وبين الحكومة”.

وتم تصميم المتحف المصري في ميدان التحرير علي الطراز النيو-كلاسيكي وافتتح في عام ١٩٠٢. ويعتبر أول متحف بُني لغرض محدد في العالم.

ويضم المتحف 107 قاعة تعرض مجموعة كبيرة وثرية من القطع الأثرية التي يرجع تاريخها منذ عصور ما قبل التاريخ وحتي العصر الروماني، بحيث تركز معظم القطع الأثرية على العصر الفرعوني.

و في عام 1983، تم تصنيف المبنى على أنه مبني أثري تحت سيطرة وزارة الآثار.

ومن المقرر أن يكون المتحف المصري الكبير الجديد أكبر متحف في العالم للآثار عندما يُفتتح في 2018 على مقربة من أهرامات الجيزة.