الغويل يؤكد توحيد المصرف المركزي “قريبا”
قال وزير الدولة للشؤون الاقتصادية في حكومة الوحدة الوطنية، سلامة الغويل، “إن الحكومة تأسست بعد سنوات من الانقسام السياسي والإداري في ليبيا، وبالتالي فإن توحيد المؤسسات الاقتصادية والمالية سيكون له أثر إيجابي”، مضيفا أنه “سيتم توحيد المصرف المركزي قريبا”، في خطوة عاجلة ومهمة للاقتصاد الليبي.
وأضاف الغويل لموقع “المونيتور” أن “توحيد وزارتي المالية والاقتصاد أتاح للحكومة تحقيق بعض التقدم في فترة وجيزة، وبدأت آثار هذه العملية تظهر تدريجياً، لا سيما في إعداد ميزانية موحدة وسياسة تخطيط ونظام الرواتب”.
وأشار الغويل إلى أن “القضايا الاقتصادية الرئيسية التي نواجهها هي كيفية توحيد الإيرادات والنفقات، وكذلك كيفية الحد من الدين العام”، حيث لا يزال المصرف المركزي في البلاد منقسما. كما ستعمل الحكومة الجديدة على حل مشكلة البطالة وخلق فرص عمل وتنويع مصادر الدخل وتحسين الإيرادات بطريقة تشمل الدولة بأكملها.
المشكلة الأمنية
وأكد أن “القضايا الأمنية تعرقل تحسين التبادل التجاري داخل ليبيا وتوحيد عمل المصارف بسبب إغلاق الطرق، وقال “إذا تمت معالجة الأزمات الأمنية، فسيتم حل مشكلة السيولة”.
وفي حديثه عن سيطرة الجماعات المسلحة على البنك المركزي في طرابلس، قال الغويل: “في ظل الظروف التي مرت بها البلاد، كان هناك بعض النواقص في عمل جميع المؤسسات، وليس فقط البنك المركزي. ولعل من أولويات الهيئات التشريعية والرئاسية ورئاسة الوزراء تصحيح أوجه القصور في جميع القطاعات”.
وشدد على أن “قطاع النفط يشهد تحسنا ملحوظا وواضحا، وعمليات الإنتاج والتصدير تسير على ما يرام، كما ساهم الاستقرار السياسي والأمني بشكل فعال في ذلك”.
وأوضح الغويل أن “وزارة النفط والمؤسسة الوطنية للنفط تعملان معا لتطوير القطاع وتحقيق أعلى معدلات الكفاءة، لتعويض فترات الانقطاع وتوقف الإنتاج وتراجع الإيرادات”.
وفي ذات السياق قال رئيس لجنة أزمة السيولة في مصرف ليبيا المركزي في البيضاء، رمزي الآغا، لـ “المونيتور”: “لا يوجد تأثير اقتصادي إيجابي لتوحيد الحكومات. قضية تأخير رواتب الموظفين ما زالت مستمرة، وأبرز مؤسسة مالية، وهي البنك المركزي، لا تزال تعاني من الانقسام بسبب سيطرة الصديق الكبير لمدة 10 سنوات”.
ويعاني موظفو القطاعات الحكومية من تأخير في رواتبهم لسنوات بسبب انقسام المؤسسات المالية. وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا قد أدانت تأخر رواتب الموظفين العموميين، واصفة التأخير بأنه انتهاك لحقوق الشعب الاقتصادية والاجتماعية.
نفوذ الصديق الكبير
وأوضح الآغا أن “توحيد المصرف المركزي يعيقه نفوذ الصديق الكبير والفشل في انتخاب محافظ جديد، وهي الخطوة الأولى في عملية توحيد المصرف المركزي”.
وقال: “هذا التوحيد سينتج عنه توحيد البيانات المالية وأرصدة البنوك التجارية وتسهيل شراء العملة الصعبة”، مضيفا أنه “من الضروري توحيد المصرف المركزي وانتخاب شخصية وطنية لإدارته حتى يتمكن من إجراء إصلاحات في سعر الصرف، وإزالة الاختلاف في سعر الصرف بين السوق الموازية والسوق الرسمية، وإتاحة العملات الأجنبية للجميع، والعمل وفق قانون البنوك وليس وفق أهواء الجماعات المسلحة.