يعكس خطاب زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي مخاوف من خسارة الحركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في 6 أكتوبر القادم، وهو ما يشكل نكسة كبيرة تهدد مستقبله السياسي، خاصة أنها تأتي بعد خسارة مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية.
ويقوم الغنوشي بحركات عنوانها التوجس، بعد النكسة التي تعرضت لها الحركة في الانتخابات الرئاسية بخروج مرشحها عبد الفتاح مورو من الدور الأول، وسادت في خطاباته المتكررة أمام مناصريه لغة التحذير والتهديد المبطن من المصير المجهول الذي ستؤول إليه البلاد إذا لم تفز النهضة بالانتخابات.
وتجنبا لأي انتكاسة مقبلة، خلع الغنوشي رداء التوافق ليرتدي عباءة الثورة والإسلام، مركزا على مصطلحات الفوضى المحتملة في حال خسارته، متنصلا من أي مسؤولية عما وصلت إليه البلاد خلال الفترة الماضية، محملا بقية الأحزاب، وبالأخص نداء تونس كامل المسؤولية بذريعة أن السلطات الثلاث كانت بيدها منذ عام 2014.
وكانت ذروة التحريض في خطاب الغنوشي بمدينة صفاقس، إذ لم يتردد في مهاجمة بقية الأحزاب المنافسة، بل حتى المستقلين، مشيرا إلى خطر يتربص بتونس التي إما ستكون دولة ديمقراطية وإسلامية لو فازت حركته، أو ستمضي نحو المجهول لو تم التصويت لقوائم الأحزاب الأخرى أو المستقلين، مضيفا أنه يعول على هذه المدينة في الفوز، ففيها تحسم ما وصفها بـ”المعارك الكبرى”.
وحمل خطاب الغنوشي رسائل سياسية عدة، تعكس حالة إرباك وتخبط، وشعورا بالقلق والهلع على مستقبله السياسي، ولعله بات يستشعر خطر محاسبته عن الثماني سنوات المنصرمة التي كان للحركة خلالها دور فيما وصلت إليه البلاد.