الغزالة :شباب،فن،وكتب
ينتشر هدوء حول جامعة طرابلس (قاطع ب) بمنطقة عين زارة… يُذكرنا بحال المنطقة قبل تأسيس الجامعة سنة 1973
هدوء يعلن عن عطلة الفصل الدراسي. الشارع المؤدي للجامعة- الذي كان يعج بالطلبة- خال من السيارات وحافلات (الأفيكو) التي تزاحم الطريق، إلا من سيارات مركونة تعود أغلبها للموظفين وبعضها لأعضاء نادي الغزالة…
رواد هذا النادي يكسرون سكون الحرم بحضورهم المميز، مشيا على عادتهم في أيام الدراسة عندما تمتلئ الجامعة بالطلاب، فيجتمعون قرب كافيتيريا (كلية اللغات) ثم يمرون دفعة واحدة بالطلبة الواقفين في شارع الظل المعروف كمحطة للوقوف والراحة باتجاه ناديهم، تشيّعهم النظرات والتعليقات، وساهمت حالة الفضول هذه في استقطاب أعضاء جدد خصوصا مع وجود الموسيقى التي يعزفها بعض الحاضرين في ختام الجلسات.
تأسس الغزالة سنة 2014 ، وهو ناد ثقافي يعقد جلساته صباح كل اثنين بالجامعة حيث تتم مناقشة كتاب الأسبوع أو عمل فني أو فيلم وثائقي تم تحديده مسبقا وفي بعض الأحيان تُعقد جلسات للنقاش الحر المفتوح حول موضوعات تهم النادي مثل التاريخ الليبي وعلم الاجتماع.
يقول عبد الهادي بكرة رئيس النادي: " اخترنا هذه الموضوعات استجابة للواقع المعيش، فالحرب وتدني مستوى الحياة بشكل عام، جعلنا نلتزم بقراءة تاريخنا فنعكسه على واقعنا المضطرب، ونستخلص منه نتائج نعمل بها بشكل يومي" ويستطرد: "أدهشنا مدى التشابه بين حاضرنا وماضينا، ولهذا أفدنا كثيرا بعد تحليل الواقع القائم استنادا للتاريخ وعلم الاجتماع" .
في السنة التي تأسس فيها النادي كانت مدينة طرابلس والبلد كلها تمر بظروف قلقة، بسبب الحرب، وبقى الأعضاء مدة طويلة دون مقر يحتويهم، وواجه الأعضاء صعوبة المواصلات، وإغلاق الجامعة على أثر الاعتصامات، وأخيرا سلبهم المقر الذي كان جامعا لهم، كما واجهتهم صعوبات من نوع أخر أهمها مقتل إحدى داعميه، الناشطة (انتصار الحصائري) التي كانت صديقة مقربة لأعضاء النادي، وبعد تعافى النادي من أثر الصدمة، استكملوا برنامج اللقاءات كل أسبوع، اعتقادا منهم أن جمعتهم الأسبوعية هذه تهون الأزمات وتساعدهم على التعايش مع الوضع الصعب.