العميد نجمي الناكوع لـ218: لسنا “نواة لجيش”.. والتجنيد مفتوح للجميع
قال آمر الحرس الرئاسي العميد نجمي الناكوع، في لقاء خاص مع قناة 218، إن الحرس لن يكون نواة لتكوين جيش في المنطقة الغربية، مؤكدا أن الحرس الرئاسي نواة لقوة أمنية ضابطة جاءت نتيجة لحالة عدم الاستقرار وللمساعدة في إعادة تأهيل وحدات الجيش والمهام الشرطية في الفترة الحالية.
وتاليا نص الحوار:
كيف تقدّم مشروع الحرس الرئاسي لليبيين؟
الحرس الرئاسي جاء بناء على قرار المجلس الرئاسي رقم 2 سنة 2016، وهو عبارة عن قوة نظامية تشمل الجيش والشرطة، والقرار حدد إنشاء هذه القوة وتكليفها بعدة مهام, من ضمنها حماية المرافق السيادية والأهداف الحيوية وتأمين الحدود والمنافذ, وحماية البعثات الدبلوماسية ووزراء الحكومة ورئيس وأعضاء المجلس الرئاسي, ومهام أخرى أساسية مثل حماية المدنيين وفرض حالة الاستقرار الأمني ومكافحة الجريمة, وكل ما يتعلق بأمن المواطن وحياته..
218: هل نحن حقا بحاجة لجسم جديد مع أننا لم ننجح في تفعيل الجيش والشرطة.؟
العميد الناكوع: فترة الخمس سنوات الماضية كانت صعبة على الليبيين من الناحية الأمنية وارتفاع الجريمة وعدم تفعيل القضاء بصورة واضحة, وعدم ظهور الشرطة وعدم التحاق أفراد الجيش بوحداتهم القتالية الحقيقية. وهذا الأمر فرض أن يكون هناك جسم داعم للجيش والشرطة وليس موازيا لهما. والحرس الرئاسي ليس بدعة جديدة أو تأليف جديد في ليبيا, فالحرس الرئاسي قوة موجودة في أغلب دول العالم, ومن واجباتها دعم الجيش والشرطة والآن في ليبيا نحن بحاجة لقوة فعالة في هذا الشأن.
هل من خطوط واضحة تحدد مهمة هذا الجسم الجديد؟
العميد الناكوع: قرار إنشاء الحرس الرئاسي حدد مهام هذه القوة, وتحديد مهام هذه القوة هو الذي سيحدد تسليحها وعدد أفرادها وأماكن تمركزها, ونحن كعسكريين نتعامل بهيكلية معتمدة من المجلس الرئاسي تخص الحرس الرئاسي..
218: هناك انطباع يربط بين فكرة الحرس الرئاسي، وفكرة الحرس الوطني التي طُرحت من قبل فصيل سياسي ووُجهت باعتراض كبير, ماتعليقك؟
العميد الناكوع: هناك اختلاف كبير بين الحرس الرئاسي والحرس الوطني، ففكرة الحرس الوطني, هي ضم التشكيلات بكامل أفرادها وبكامل أمرائها حتى لو لم يكونوا في السلك العسكري أو سلك الشرطة. ولكن الحرس الرئاسي عبارة عن قوة نظامية والانتساب له يكون فردي بشروط وضوابط مهنية محددة بقوانين الجيش الليبي والخدمة العسكرية والخدمة في أجهزة الشرطة وبالتالي يختلف الحرس الرئاسي اختلافا كليا عن الحرس الوطني، إضافة إلى أن الحرس الوطني يعتبر قوة احتياطية والحرس الرئاسي يعتبر قوة أمنية فاعلة داعمة للجيش والشرطة.
218: هل الحرس الرئاسي هو نواة الجيش في المنطقة الغربية على نسق الجيش في المنطقة الشرقية ؟
العميد الناكوع: لا، لأن الجيش الليبي جيش واحد, ولا فرق بيينا وبينهم، ولكن نحن نواة لقوة أمنية ضابطة نتيجة لحالة عدم الاستقرار وللمساعدة في إعادة تأهيل وحدات الجيش ومهام الشرطة في الفترة الحالية.
218: في مؤتمر دعم الحرس الرئاسي قلتم إن باب القبول وطلبات الانتساب ستبدأ، ماهي الطريقة وما الذي سيفعله من يريد الانضمام لهذا الجهاز؟
العميد الناكوع: أعطينا المسؤولية لجهاز إدارة التجنيد والاحتياط برئاسة الأركان العامة, وهذه الجهه مهنية في أمور التجنيد وطلبنا منها إعلان التطوع للالتحاق بالحرس الرئاسي، والمرحلة الأولى بدأت بالإعلان عن حملة تطوع وتم توجيه عدة رسائل لكافة لجان التجنيد في كامل ليبيا وبالتالي باب التجنيد مفتوح لكل الشباب الليبيين سواء كانوا منخرطين الآن في التشكيلات أو كانوا من خارج هذه التشكيلات. على أن يتم استيعابهم في الحرس بالضوابط والشروط المعمول بها, وهذا سيكون في الإعلان القادم، ووضعت عدة مزايا لمنتسبي الحرس الرئاسي ومن ضمنها التأمين الصحي والعلاج..
218: هل جهاز الحرس الرئاسي مستقل بعيدا عن المجموعات المسلحة ؟
العميد الناكوع: الحرس الرئاسي ليس له أية علاقة بالتشكيلات المسلحة الموجودة في كامل ليبيا ونحن استوعبنا في بداية تشكيل القوة أفرادا من الجيش والشرطة بعد تطبيق شروط الالتحاق بالحرس الرئاسي حتى وهم في الخدمة, والآن فتحنا باب التجنيد بحيث نعطي دماء جديدة للحرس الرئاسي وذلك ليس استثناءً لمنتسبي الجيش والشرطة ولكن المرحلة تتطلب الدفع بدماء جديدة, حتى يتم احتواء الشباب في هذا السلك..
ما هي العلاقة التي تربط الحرس الرئاسي بالمجموعات المسلحة أم أنه لا يوجد عامل مشترك بينهما حتى مستقبلا ؟
العميد الناكوع: الوضع يختلف بين السرايا والتشكيلات الموجودة, وقوة الحرس الرئاسي. نحن قوة نظامية عسكرية تلتزم بالقوانين العسكرية وتتمتع بصلاحيات قانونية, ونتعامل مع المواطن باحترام قوانين حقوق الإنسان ونحن نركز على هذا الجانب.
218: هل يسمح للمجموعات المسلحة بالانضمام للحرس الرئاسي ؟ وماهي خطتكم مع هذا الموضوع ؟
العميد الناكوع: باب القبول مفتوح لكل الشباب دون استثناء سواء كانوا داخل التشكيلات المسلحة أو خارجها
218: كم يبلغ عدد المنتسبين للقوة حتى هذه اللحظة ؟
العميد الناكوع: الآن تم التحاق حوالي 580 فردا وطُبقت عليهم شروط الالتحاق بالحرس الرئاسي والأسبوع القادم سيلتحق 900 فرد من أفراد الجيش و 160 فردا من الشرطة والجميع ستطبق عليهم معايير الالتحاق بالحرس الرئاسي.
218: ماهي أنواع التدريب لهؤلاء الأفراد الذين انضموا للحرس الرئاسي ؟
العميد الناكوع: قوة الحرس الرئاسي ليست قوة قتالية، فالقوة القتالية هي من اختصاص الجيش الليبي في امتلاكها للطائرات والبواخر والدبابات والأسلحة الثقيلة، ولكن الحرس الرئاسي قوة انضباطية تسعى لفرض الأمن وتم تدريب المجموعة الأولى على المهام المخصصة للحرس وهي حماية الشخصيات وتأمين المقرّات وتأمين الأهداف وتأمين البعثات الدبلوماسية.
218: ناقشتم في المؤتمر بصحبة البعثة الأممية قضية تسليح الحرس الرئاسي، كيف سيتم ذلك في ضوء استمرار الحظر الدولي المفروض على ليبيا ؟
العميد الناكوع: الاجتماع في تونس ضم البعثة الأممية والعديد من الدول الأوروبية وأمريكا والعديد من الدول العربية الداعمة، ونحن من يحدد موضوع التسليح والإعداد وليس أية جهة أخرى، ولكن نتيجة فرض مجلس الأمن لعقوبات حظر الأسلحة فمن الضروري أن نناقش مع بعثة الأمم المتحدة الطرق اللازمة لرفع الحظر ولكن دون إملاءات سواء في التسليح أو الإعداد أو المهام فهذا قرار سيادي يملكه المجلس الرئاسي وقيادة الحرس الرئاسي.
218: هذا يعني أنكم ستطلبون أسلحة وسيتم توفيرها لكم إن أردتم ؟
العميد الناكوع: نعم
218: ماهي العوائق والتحديات التي تواجهكم ؟
العميد الناكوع: الأمر لا يخلو من المعوقات والتحديات لأن هناك من يؤيد, وهناك من يعارض، وأعتقد أن من يعارض الحرس الرئاسي ليس من باب المصلحة الوطنية, ولكن قد يكون من باب المصالح الخاصة أو لعرقلة وجود الأمن الذي يحتاجه الليبيون والذي نعد بتحقيقه، ومن ضمن المعوقات, البيروقراطية الإدارية الموجودة في أجهزة الدولة والتي تعطل كافة الإجراءات سواء الحرس الرئاسي أو غيرة من الأجهزة والوزارات التي ترغب في العمل وتحقيق أهدافها، كذلك عدم وجود مقرات رسمية في الوقت الحالي، ونحن نوجه نداء لكافة الأجهزة الموجودة في الدولة لفتح الطريق أمام الحرس الرئاسي للقيام بمهامه لأن الوقت لم يعد يسعفنا، فلنا خمس سنوات ونحن الآن في حالة عدم استقرار أمني واليوم نلاحظ حالات الخطف والقتل والاغتصاب وهذا أضر بنا أمام العالم وأمام أنفسنا ونحن عازمون على تحقيق ذلك.
218: تلقيتم على هامش المؤتمر دعم العديد من الدول العربية والأوروبية، هل لك أن تسمي لنا هذه الدول ؟
العميد الناكوع: كل الدول قامت بدعمنا سواء في مجال التدريب أو مساعدتنا في إقناع مجلس الأمن برفع الحظر أو الإعفاء لصالح الحرس الرئاسي, وكل الدول العربية التي حضرت المؤتمر أو التي لم تحضر المؤتمر أرسلت برقيات الدعم.
218: ما هي مجالات الدعم التي ستقدم لكم ؟
العميد الناكوع: سيكون هناك دعم في المجال اللوجيستي وفي مجال التدريب فقط والمجالات الأخرى سيتم توفير الدعم فيها من داخل البلاد.
218: قرار المجلس الرئاسي بتشكيل هذا الجهاز أشار إلى أنه يجب أن يكون قادرا على مواجهة كافة التحديات الأمنية كيف لكم ذلك ؟
العميد الناكوع: حتى يتم استكمال التجهيزات من ناحية الأفراد وتوفير الإمكانيات المادية واللوجستية والأسلحة وهذا كله يبقى ناقصا دون دعم الليبيين للحرس الرئاسي.
218: هل سيكون الحرس الرئاسي نواة للجيش مستقبلا ؟
العميد الناكوع: الجيش بشكله موجود لكن بفعله غير موجود وهذا لا يخفى على أحد, ونحن في الحرس الرئاسي بالتعاون مع زملائنا في وزارة الدفاع ورئاسة الأركان سنكون داعمين لتفعيل دور الجيش لأن الحرس الرئاسي لن يستطيع القيام بمهامه وحده ولذلك يجب التعاون مع الوحدات العسكرية والشرطية.
218: لماذا لا يتم دعم جهاز الشرطة بدلا من تشكيل الحرس الرئاسي؟
العميد الناكوع: ما ينطبق على جهاز الشرطة قد ينطبق على الجيش، فخلال الخمس سنوات الماضية أُرهقت المؤسسة العسكرية والشرطية بأعداد كبيرة من المنتسبين, وهذا سبب ثقلا كبيرا على ميزانية الدولة, كما لم يتم تدريبهم وتنظيمهم في تشكيلات صحيحة، وخلال الفترة السابقة لم تكن هناك استراتيجية واضحة في بناء الجيش، ولكن نحن الآن سندعم هذا البناء بدعم الجيش الليبي الذي يدافع عن حدود البلد, و الحرس الرئاسي هو القوة الداعمة له في البلد.
218: ما هي التحديات التي تواجهك كآمر للحرس الرئاسي ؟
العميد الناكوع: هناك عدة تحديات سواء من الرافضين للحرس الرئاسي أو للمجلس الرئاسي واتفاق الصخيرات, أو من يعتقدون أنهم قادرون على شد ليبيا مرة أخرى للخلف.
218: هل الحرس الرئاسي جزء من المنظومة الدولية لمحاربة الإرهاب ؟
الحرس الرئاسي جزء من منظومة مكافحة الإرهاب الدولية والداخلية, وكذلك هناك دور للجيش والوحدات المتخصصة في الشرطة, وهناك دور للحرس الرئاسي وهذا يأتي من دعمنا لوزارة الداخلية وللمؤسسة العسكرية وبالتالي نحن قررنا ضم أفراد من قوات البنيان المرصوص, لأن ذلك سيكون أسرع من تكوين وحدات جديدة وهذا لا يمنع من ضم وحدات أخرى.
هل تواصلتم مع قادة قوات البنيان المرصوص بخصوص انضمامهم لهذا الجهاز؟
نعم تواصلنا معهم والتقينا بقياداتهم وببعض الأفراد، حيث أبدوا استعدادهم للحاق بالحرس الرئاسي وفق الشروط والضوابط، وهذا يدل أن الليبيين متعطشون للأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات والقانون.