عام الإنجليز
قاربت جل البطولات الأوروبية على الانتهاء، ولكن هذا الموسم سيبقى من الخوالد الراسخة في ذاكرة القدم بتوهج الأندية الإنجليزية وتربعها على عرش القارة العجوز بعد إخفاقات متتالية دامت لسنوات عديدة.
إنجلترا تحكم قبضتها على أوروبا
الطريق إلى نهائيي بطولتي أوروبا لم يكن مفروشا بالورود، بل ولد من رحم الإصرار والتحدي خاصة أن الرزنامة المحلية في إنجلترا مزدحمة، ما يجبر لاعبي البطولات الإنجليزية على لعب مباريات أكثر من باقي البطولات الأوروبية الأخرى.
توتنهام بسبعة أرواح
بالنظر إلى حال فريق توتنهام بداية الموسم لم يكن أكثر المتفائلين من عشاق النادي يتوقع وصول السبيرز للنهائي قياسا بسياسة التقشف التي اتبعها النادي، التي أجبرت بوشتينو على عدم إجراء أي صفقة في سوق الانتقالات لموسمين.
فبعد ترشح بشق الأنفس وفي الدقائق الأخيرة من ملعب الكامب في مجموعة ضمت الإنتر وايندهوفن وبرشلونة، احتل فيها الفريق اللندي مركز الوصافة ليعبر إلى دور الثمانية، ولم يجد صعوبة في إقصاء بروسيا دورتموند، تقدم الفريق بعد ذلك إلى دور الثمانية وبدأ التحدي الأصعب وهو الإطاحة بالفريق الهجومي مانشسر سيتي الذي تحقق في الدقائق الأخيرة بتوقيع يورينتي، ليعبر الفريق لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود إلى دور النصف النهائي الذي واجه فيه اياكس امسترام الذي كرر فيه أبناء بوشيتينو نفس السيناريو وهو العودة في آخر الأنفاس، ليعبر السبيرز إلى النهائي ويستحق لقب الحصان الأسود.
ليفربول العنيد
تأهل ليفربول لنهائي الأبطال للموسم الثاني على التوالي ولكن هذه المرة كان التأهل من نوع خاص.
بداية الفريق كانت شاقة وانتظر الجولة الأخيرة للترشح في دوري المجموعات ليصطدم بعد ذلك بالعملاق البافاري بايرن ميونخ ويحسم التأهل من ميونخ بعد تعادل سلبي في الانفيلد، دور الـ8 لم يشكل فيه بوتو مشاكل تذكر للفريق الأحمر، ليأتي التحدي الأكبر وهو الإطاحة ببرشلونة، ميسي الذي فاز ذهابا في الكامب نو بثلاثية بددت كل آمال متابعي الريدز بعبور الفريق الإنجليزي خاصة بعد الإصابات المؤثرة، لكن يورغن كلوب كان له رأي آخر وليفربول يتصدر أغلفة الصحف حول العالم بريمونتادا تاريخية وتقلع طائرة الليفر إلى النهائي.
فريقيان إنجليزيان في نهائي اليوربا ليغ
قوة المنافسة في الدوري الإنجليزي في آخر الموسم جعلت الفرق الإنجليزية المشاركة في اليوربا ليغ تولي اهتماما كبيرا بالبطولة نظرا لأن بطل هذه المسابقة يضمن مشاركته في مسابقة دوري الأبطال، وبالتالي الفوز بها يعني تعويض الإخفاق في الدوري المحلي.
فريقا تشيلسي وأرسنال لم يواجهان صعوبات كبيرة كالتي واجهها ليفربول وتوتنهام في مسابقة الأبطال، فباستثناء مواجهة ارسنال القوية مع نابولي كانت كل مواجهة الفريقين متضحة المعالم منذ بدايتها، وهذا يؤكد الانطلاقة القوية للفريقين في هذه المسابقة.
لماذا استعادت الكرة الإنجليزية شبابها
نتائج الفرق الإنجليزية لم تكن محض الصدفة فبالنظر إلى وصول ليفربول إلى نهائي النسخة الماضية من الأبطال وفوز مانشستر يونايتد باليوربا ليغ قبل موسمين نجد أنها كانت مؤشرات لعودة الكرة الإنجليزية، ولو نظرنا إلى مدربي الفريقين لوجدناهما من خارج ديار المملكة المتحدة، وهو السبب الرئيسي في أن إنجلترا تخلت عن تقاليدها القديمة وتحررت من الفكر التقليدي للكرة الإنجليزية “Kick and run“
فالاستعانة بمدارس تدريب مختلفة كان له الفضل الأول في استعادة الكرة الأقدم في العالم عافيتها، ومما يؤكد هذه الفرضية تواجد أرجنتيني وإسباني وألماني وإيطالي على رأس الأجهزة الفنية للفرق الأربعة، بمعنى آخر أربع فرق إنجليزية تدار بأفكار ومدارس الجنسيات المذكورة.
المحصلة عودة إنجلترا للهيمنة على أوروبا
بالنظر إلى هذه المعطيات يبدو أن الفرق الإنجليزية ستتصدر المشهد السنوات المقبلة، نظرا للاستقرار المالي الذي تتمتع به فرق الدوري الإنجليزي، مما يعني استمرار توافد المحترفين على البيريمير ليغ، وبداية الهيمنة ستبدأ من لقب كاس السوبر الأوروبي الذي سيكون إنجليزيا، وعلى ما يبدو أن تراجع إيطاليا منذ سنوات ونهاية جيل لاعبي الريال المتوجين بالثلاثية وابتعاد البايرن عن قوته المعتادة يرجح عودة الإنجليز لأمجادهم.