العرب اللندنية: أردوغان يسعى لموطئ قدم في إقليم فزان
سلطت صحيفة العرب اللندنية الضوء على أطماع تركيا في الجنوب الليبي لأهميته الاستراتيجية، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لوضع موطئ قدم له هناك واستفزاز فرنسا ومضايقتها في المنطقة.
وترى الصحيفة أنه وبعد قلّص الخط الأحمر في سرت والجفرة طموحات أردوغان من دخول شرق البلاد، اتجهت أطماعه إلى إقليم فزان ذي الثروة والموقع الاستراتيجي إضافة لرغبته في استفزاز فرنسا ومضايقتها في المنطقة، إلا أن هذه الأطماع تواجه بالصد من قبل الجيش الوطني الذي أحبط محاولة للسيطرة على سبها التي تعد عاصمة الإقليم بحسب المقال.
ووفق رؤية الكاتب التونسي الحبيب الأسود في المقال، فإن تركيا لا تتوقف عن محاولاتها لتنفيذ مخطط قديم تم إحياؤه في السنوات الأخيرة والمتمثل في توسيع نفوذها في المغرب العربي من بوابة ليبيا، حيث يزيد انخراطها في شؤون البلد في تعقيد أي مساع للتسوية السلمية بين الفرقاء، خاصة إذا ما تعلق الأمر بإقليم فزان الاستراتيجي. موضحا أن المخابرات التركية تلعب على وتر الفتنة العرقية والقبلية في الجنوب للتغلغل فيه باعتباره بوابة الصحراء الكبرى ويفتح على دول الجزائر والتشاد والنيجر المرتبطة تاريخيا بفرنسا التي تشهد علاقاتها مع أنقرة توترا شديدا.
وأشار المقال إلى الأهمية الاقتصادية وما للجنوب الليبي من خيرات ومعادن، إضافة لما يمكن أن تشهده أراضي الجنوب من ثروة زراعية متقدمة، فضلا عن الجانب السياسي بما لفزان من بحيرات صحراوية وآثار عريقة وتنوع ثقافي ثري.
وكشف المقال ما نشره موقع أفريكا إنتلجنس عن محاولات تركيا إقامة اتصال مع القبائل في فزان من خلال مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية، شملت قيادات قبلية وسياسية وعسكرية من الطوارق والتبو والأمازيغ سعيا منها لإيجاد موطئ قدم لأردوغان في المنطقة.
كما أشار إلى أن التحركات التي جرت في سبها في الفترة الماضية كانت رسالة من الأطراف الموالية لتركيا لتبليغ الأطراف أنها موجودة في الجنوب، وأن أي حوار قادم أو حل إقليمي يجب أن يشمل أقاليم طرابلس وفزان على أساس تبعيتها للوفاق، وهذا ما قام الجيش الوطني بصده في المنطقة.