العربي يطير بجمهور مهرجان قرطاج لذكريات الطفولة
منح الفنان السوري الجزائري طارق العربي طرقان فرصة نادرة لجمهور مهرجان قرطاج في دورته الخامسة والخمسين، لاستعادة طفولتهم وذكرياتهم البعيدة.
وأحيا العربي سهرة الأربعاء بالمهرجان، وهو رائد شارات الكرتون في العالم العربي والجمهور الكبير الذي تابع عرضه جاء مدفوعا بالحنين إلى زمن ترك فيه صديقا على مقاعد المدرسة وكرة في ساحة الحي وسيارة صغيرة ضاعت إحدى عجلاتها في أحد رفوف الذاكرة وبطلا خارقا عاش في مخيلته البريئة لسنوات.
ووفق ما ذكر المهرجان بموقعه الإلكتروني، فقد شكّل طرقان وأبناؤه ديمة وتالة ومحمد وأركسترا من 35 عازفا، حالة من السعادة والانتشاء على مدارج المسرح الروماني وكراسيه الأمامية، حالة لا تتكرر كثيرا وقف فيها الجمهور كله مضيئا هواتفه في نفس اللحظة ويدق بأقدامه بفعل الحماس الذي تبعثه شارة مسلسل كرتوني للأطفال لا تتجاوز مدتها 70 ثانية ويرددها مع طرقان وأبناؤه.
ومن أشهر أغاني طرقان “سيمبا” و”سلاحف النينجا” و”بابار” و”ماوكلي” و”المحقق كونان” و”هزيم الرعد” و”السباق الكبير” و”دروب ريمي” و”أرغاي الفارس النبيل” و”فلة” و”كابتن ماجد” و”باتمان”.
وأسس طرقان بهذه الأغاني مدرسة موسيقية جديدة في مجال أغنية الطفل كتابة ولحنا وغناء، معتمدا على إعلاء مستوى الكلمة واللحن لرفع قيمة المعاني النبيلة المضمّنة بالنص: الصداقة، المحبة، التعاون، المشاركة، الوحدة… وغيرها من القيم التي تدور في فلكها مسلسلات الكرتون على غرار: ” فلتحذر أن تُغدر/ استخدم عقلك… وحدك عود غضّ وطري/ والجمع عصا لا تُكسر”… تأتي في قوالب لحنية يطغى عليها طابع الحماس وروح التفاؤل، نوتة تبدو في الظاهر سهلة وبسيطة لكنها متنوعة ومعقدة جدا تأتي في طابع السلّم الصغير الذي يعطي للحن عمقا وثراء كبيرين وينمّي الحس الأدبي لدى الأطفال وتدخل إلى قلوبهم سعادة لا توصف.
وأظهرت سهرة الأربعاء أن الكبار لم يتركوا “سيمبا” و”ماوكلي” و”المحقق كونان” و”باتمان” وغيرهم من الأبطال الخارقين على عتبات طفولتهم البعيدة، مازالت تلك الحكايات تسكن دواخلهم وتسعدهم كسعادتهم بقطعة حلوى بعد درس طويل ومتعب.