العراقيون ينتفضون ضد “الانتخابات المحروقة”
218 | خاص
سارع عدد كبير من الساسة وقادة الأحزاب السياسية في العراق إلى اعتبار حادثة حرق “صناديق ومعدات” التصويت في آخر انتخابات عراقية جرت في الثاني عشر من الشهر الماضي بأنها جزء من مخطط لتدمير العراق وإضعاف الإرادة الشعبية كما قال رئيس قائمة “سائرون” رجل الدين العراقي الشيعي مقتدى الصدر –المُتصدّر انتخابياً-، فيما فضّل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الإمساك بـ”المعيار القانوني” للحادثة، والتعهد بضبط منفذي الحادثة، وهو ما حصل فعلا ليل الإثنين إذ أعلن النائب العام العراقي ضبط عدة أشخاص يُشْتبه في أنهم نفّذوا الحادثة التي وقعت في منطقة الرصافة في العاصمة العراقية بغداد.
فعليا مارس أغلب ساسة العراق انتفاضة سياسية بعد حادثة حرق صناديق الاقتراع، لكنهم في الواقع مارسوا “رفضاً مبطناً” لنتائج الانتخابات التي لم تأت على هوى أحزاب كثيرة، فيما لازم رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي موقفه السابق الذي أطلقه سابقا بعد ساعات قليلة تلت النتائج الأولية الشهر الماضي، إذ طالب بتأليف حكومة إنقاذ وطني تكون مسؤوليتها إلغاء نتائج الانتخابات وإحالتها إلى القضاء، وإطلاق استفتاء وطني لمعرفة إتجاه الناخبين بشأن فكرة إعادة الانتخابات.
كثيرة هي “الأطراف المُسْتفيدة” التي يُقال إنها إما أمرت أو نفّذت أو غطّت حادثة الحريق، إذ يبدو أن الأطراف المُتضرّرة من النتائج، وخروجها من “المولد البرلماني بلا حمص” قد يكون لها يد، لكن الوضع السياسي الهشّ عراقياً لا يسمح بممارسة اتهامات علنية، إذ يمكن أن يتحول مصير الاتهامات إلى حلبة حرب إقليمية، فـ”الاشتباك الإقليمي” بخصوص الانتخابات العراقية انتهى مع إعلان النتائج إلى صيغة “لا غالب ولا مغلوب”، وهو ما يعني أن طرفا أو أكثر من المرجح أن يسعى إما إلى التأثير السياسي على النتائج أو محاولة نسفها، فيما المفارقة المرصودة أن يوم الحريق تزامن مع الذكرى الرابعة لاجتياح داعش لمدن عراقية، وكأن أحدهم –بحسب أوساط عراقية- يريد أن يُذكّر العراقيين بـ”المأساة السياسية والعسكرية والأمنية” التي لا تزال فصولها غامضة تماما.
“الكورد” انضموا متأخرين إلى “حفلة التخوين” العراقية سياسياً بإعلانهم الاستعداد لـ”التضحية السياسية” بخصوص نتائح الانتخابات، والسعي لرفض الفائزين لنتائج الانتخابات، وعدم اطمئنانهم لعمليات عد الأصوات، وفرزها، وتاليا إعلان النتائج، وهو ما يضع العراقيين أمام اختبار إعادة الانتخابات، وهو “خيار انتحاري” بحسب أوساط عراقية تقول إن المشهد العراقي مرشح لـ”انفجارات كثيرة وكبيرة”.