العراقيون مستمرون بـ”معركة الجسور”.. ومخاوف من “انهيارات”
218TV | خاص
لا يتوقف مئات آلاف العراقيين عن التشبث بمطالبهم السياسية فيما دخلت انتفاضتهم الشعبية شهرها الثالث، إذ لم يكن مطلب رحيل حكومة عادل عبدالمهدي الذي تحقق باستقالة الأخير كافيا للمحتجين العراقيين، الذين يريدون تحقيق مطالب أكبر وأعمق من رحيل يعتبرونه شكليا لحكومة تباطأت كثيرا في تلبية مطالب المنتفضين، فيما يريد المنتفضون تغييرا للنظام السياسي، وإسقاط مجلس النواب، و”كف يد” الأحزاب عن السلطة السياسية والمواقع الإدارية المهمة، ورحيل نظام المحاصصة الطائفي.
وتبدو المعضلة الأساسية لدى السلطات العراقية في الخوف من أن تتسبب الانتفاضة الشعبية بكشف قدر أكبر من الفساد السياسي والإداري في العراق، إذ ترتكز وقفات آلاف العراقيين على جسور في وسط العاصمة بغداد، ومدن عدة في جنوب العراق، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الوقفات إلى “انهيارات جسور” بسبب غش في البناء، وعدم تدعيمها بشكل جيد خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما يعني أن هنالك “فساد مستتر” في طريقة بناء هذه الجسور، الأمر الذي دفع جهات رسمية للتحذير من انهيار الجسور، بعد قطع العديد منها خلال الأسابيع الماضية.
والجسور التي يُخْشى من انهيارها، شُيّدت في السنوات التالية لسقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في حرب شنتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وهي السنوات التي تقول تقديرات وردت في تقارير دولية إنه شابها عمليات فساد كبيرة جدا لا يمكن الإحاطة بها بسبب ضعف الرقابة السياسية على حملة إعادة الإعمار، بعد دمار كبير تعرضت له البنية التحتية العراقية، ولاسيما الجسور التي يخوض العراقيون من فوقها معركة استرداد حقوقوهم، وإسقاط الطبقة السياسية.