العالم يلحق بـ”نبوءة جبريل”: من يقبل بـ”نتائج الانتخابات”؟
218TV| خاص
لم تمض 24 ساعة على “اشتراط غامض” أطلقه المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة خلال إحاطته يوم الإثنين أمام مجلس الأمن الدولي أثناء حديثه عن الشروط الواجبة في ليبيا قبل إطلاق العملية الانتخابية، حتى أطل رئيس تحالف القوى الوطنية الدكتور محمود جبريل عبر وكالة أنباء “رويترز” ليُذكّر العالم أن “شرط سلامة” هو أول من علّق الجرس بشأنه، وهو ما وضع الليبيين “وجهاً لوجه” مع نبوءة قديمة لجبريل تسأل عملياً: ماذا لو انعقدت الانتخابات ثم أعلنت أطراف مدعومة من مليشيات ومجموعات مسلحة رفضها لنتائج الانتخابات؟.
جبريل، ثم سلامة، فجبريل مجدداً يسألون سؤالا يتخوف منه الليبيين فعلاً، وهو كيف تُقْنِع مليشيا مسلحة أنها خسرت الانتخابات، وأنها أو الفريق السياسي الذي يُغطّيها لم يعد موجودا في المشهد السياسي بحسب نتائج الانتخابات، إذ من الصعب وفقا لمعظم الليبيين أن ترتضي المليشيات “قواعد الديمقراطية”، وأن تُفْسِح المجال لمن فازوا أن يضعوا خطتهم وسياساتهم، أو أن تُعْلن تلك المليشيات مثلا أنها تضع نفسها في خدمة من فازوا.
في داخل ليبيا، وبالتأكيد خارجها بعد إحاطة سلامة هنالك “شك كبير” يرتقي إلى “مستوى اليقين” بأن أطراف سياسية عدة من المحتمل أن ترفض نتائج الانتخابات إذا لم تأت على “هواها ومقاسها”، مستقوية بسلاح مليشيات موالية لها، أو تعمل لصالحها وهو أمر انتقده سلامة أمام العالم في مجلس الأمن، إذ يعود جبريل في إطلالته الجديدة ليُحذّر من التقسيم، إذ يمكن عملياً للأطراف السياسية الرافضة لنتائج الانتخابات أن “تتمركز” في مناطق نفوذها، وأن تُلوّح بسلاحها، وهنا يمكن القول إن الانتخابات أسهمت في تدهور المشهد الليبي إلى الخلف بدلا من دفعه إلى الأمام.
“مخاض طويل” ينتظر يوم الاقتراع الليبي، الذي لم تظهر أي إشارات بشأنه، وإن كان المبعوث الأممي ظهر في مجلس الأمن وهو يوحي لأعضائه الكبار بضرورة “تبطيئ” هذا الملف، إذ سأل سلامة عمليا عن التمويل المالي، وتحدث للمرة الأولى عن “الأمن المكين” في إشارة إلى أن ملف الانتخابات لا يحتاج إلى “أمن بسيط”، أو “أمن مليشياوي” بل إلى “أمن فعّال” يستطيع أن يحمي كل خطوات وإجراءات يوم الاقتراع.
“الجنتلمان اللبناني” عين الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، ظهر في إحاطته الأخيرة وهو يلاقي “الجنتلمان الليبي” محمود جبريل في منتصف الطريق، وكأنه يقول ضمناً: “أنا أُصدّق العلم والمنطق.. والانتخابات الليبية بقي أمامها الكثير”.