العالم يحتفي بـ”الأحمرين”
بداية سلمية
بدأت القصة بشخص واحد، رفض أن يحارب، أو يطلق الرصاص، كانت حياة الإنسان هي الأهم بالنسبة له من كل سياسة أو توجه، فسعى لإنقاذ الضحايا بدلاً عن المشاركة في القتال، فكانت البداية لمؤسسة الصليب الأحمر، التي جاءت فيما بعد نسختها (الهلال الأحمر) في البلدان الإسلامية.
في الثامن من مايو كل عام تحتفل مؤسستا الصليب والهلال الأحمر باليوم العالمي لهما، احتفاء بـ”هنري دونان” رجل الأعمال السويسري الذي كان له الفضل في إطلاق القواعد التي استندت عليها اتفاقيات جنيف وجمعية الصليب الأحمر.
تثمين للجهود
وبمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أصدر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، ورئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فرانشيسكو روكا، بيانا مشتركا، أكدا فيه أن العاملين في الجمعيتين يسعون إلى مساعدة المجتمعات المحلية على المشاركة بفعالية في تعزيز قدرتها على الصمود وتعافيها.
وقال الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن ما يقوم به موظفو ومتطوعو الجهازين ليس بالعمل الهيّن. حيث أنهم معرضون للمخاطر والاعتداءات، ويلقى سنويا موظفون ومتطوعون حتفهم بشكل مأساوي.
وقال البيان “فأنتم تعملون في ظل أزمات تزداد طولا وفي سياقات تزداد تعقيدا. وتعلمون أن الأشخاص الذين يتلقون خدماتكم لن يخرجوا من هذه الأزمات بين عشية وضحاها، بل سيستغرق الأمر سنوات عديدة. وعلى الرغم من ذلك، يستمر حضوركم إلى جانبهم، سواء لتقديم خدمات الطوارئ والمساعدة على إنقاذ الأرواح أو المشاركة في برامج التعافي والصمود”.
على خاطر خوك
أما الليبيون فعلى بعد 3 أيام من هذا الاحتفال العالمي، فقد قرروا أن يظهروا للعالم معدنهم الحقيقي، في التطوع ودعم بعضهم البعض خلال الأزمات، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر، ليظهروا صورتهم الصادقة خلافاً عما يريد مصدرو الموت، وتجار الحروب، المتكسبون من المعاناة.
في عام 2017 وفي الخامس من مايو، قدمت ليبيا نموذجها في التطوع، في الحملة الأولى لـ”على خاطر خوك” في أكثر من 35 مركز توزعت في أنحاء البلاد، تسابق فيها الجميع على فعل الخير، الخير الذي لا يطلبون تجاهه مقابلاً ولا مكسباً، وتباروا في مساعدة إخوتهم في الوطن، ليكفوهم شر الحاجة.
هذا العام، وفي 11 مايو، الذي يوافق الجمعة، ستكون البلاد على موعد مع النسخة الثانية من الحملة “على خاطر خوك 2″، والتي تنظمها 218 إلى جانب الهلال الأحمر، ليثبت الليبيون مرة أخرى، قدرتهم على العطاء والبذل.