العاصفة غيّبت الدولة.. و”الجيش المجهول” حضر
218TV|خاص
في الأعاصير والعواصف الجوية الاستوائية؛ تتخذ الدول إجراءات وتدابير تصل إلى حدّ إعلان الطوارئ، مع تجهيز موازنات مالية للتعامل مع أي تداعيات يمكن أن تُخلفها الكوارث الجوية، لكن ليبيا التي فيها ثلاث حكومات؛ واحدةٌ تُدير المشهد المضطرب من فرقاطة بحرية، وأخرى “انتحرت سياسيّاً”، وثالثة “تحتضر وتنتظر”، جميعها لم تُحرّك ساكنا، فيما كان الليبيّون يصارعون الأمواج التي جادت بها السماء، بعد أن غرقت الشوارع والمحال، في مشهد عبثي يتكرر كل سنة تقريبا، دون أن توضع ولو “ربع خطّة” للتعامل مع المشاهد الصادمة التي تبادلها مئات آلاف الليبيين أمس على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
العاصفةُ التي غيّبت الدولة أسوة بكل عام، أحضرت وأنتجت “جيشاً مجهولاً” من الشباب الوطني الصادق، الذي “فزع فورا” لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، دونّ أيّ إمكانات، فيما تعرّض العديدُ منهم لأضرار وإصابات، دونَ أن يفكروا إلا بإنقاذِ محلّ داهمته مياه السيول الجارفة، أو بإنقاذِ عائلةٍ أحضرتها الأقدار إلى وسط السيول، أو سيارةٍ غرق قائدها مع مركبته في السيول التي أخفت ملامح الطرق والشوارع نهائياً.
في “السنوات العجاف” ظلَّ لليبيا “جيشها المجهول” الذي لا يرتجي “أجراً أو شكراً”، والذي يظهر بـ”تضحية وإنكار للذات” في المفاصل الصعبة لـ”يؤدي قسطه الوطني” وينسحب من المشهد، تاركا خلفَه “مقارنة صادمة”، بينهم وبين ساسةٍ ومسؤولين أداروا عمليةَ نهبٍ منظّم لمال الليبيين، وظهروا كـ”سائحين سياسيين” في مناطق عدّة من العالم، لكنّهم سرعان ما يرتدون “طاقية الإخفاء” حين يتعلق الأمر بـ”مد يد العون” لأبناء وطنهم.