بيان إدريس
سرد الكاتب والمحلل السياسي إدريس الطيب، في بيان على صفحته في “فيسبوك”، تفاصيل متابعته لمجريات الأحداث في ليبيا منذ العام 2014، وما تعرّض له من حملات خلال السنوات الماضية.
وتاليا نص البيان:
لا أعتقد أنني في حاجة إلى تفسير أو شرح مواقفي السياسية ودوافعها الوطنية لأحد.
ولكنني رأيت من المفيد أن أنشر هذا البيان لمن قد لا يكون عالما بحقيقة الأمر.
ولا أريد أن أؤصل لآرائي السياسية قبل الثورة، وموقفي مما كان يجري فهذا كان ظاهرا لأي متابع ، ولكني أريد أن أشير ألى أن بوصلتي أثناء الثورة وبعدها ومنذ ذلك الوقت كانت ليبيا فقط والبحث عما يفيدها وينهض بها إلى الأمام ولذلك فمنذ انقلاب 2014 كان موقفي واضح مع شرعية أصوات الناس والذين انتخبوهم قبل أن يصيبونا بخيبة الأمل.
وبمجرد أن لاح بصيص أمل أن الليبيين على استعداد للتحاور لحل المشكلات بدلا من الحرب تلقفت هذا الأمل وأصبحت من الداعين إليه دون إقصاء لأحد سوى من أقصى نفسه بالوقوف مع الإرهاب ضد المواطنين.
وتابعت مسيرة الحوار ساعة بساعة ومسودة بمسودة ووظفت نفسي تطوعا مع غيري من الوطنيين الليبيين مستشارين للبرلمان نقدم له الرأي والمشورة حتى ولو كانت لا تعجبه.
وبمجرد أن انبثق عن هذا الحوار مشروع اتفاق بعد أكثر من عام من الجهد تلقفت مع غيري من الليبيين هذا الاتفاق باعتباره أفضل ما يمكن إنجازه من مناخ توافقي بين أطراف نزاع دموي كالذي جرى بين الليبيين.
وبالرغم من حملات التشويه والتشكيك في الوطنية التي تعرضت لها جراء وقوفي مع الوفاق ضد الحرب والتي أثرت تأثيرا سلبيا على صحتي لازلت أعاني من أضراره حتى اليوم، برغم هذا كله لم أفرط في موقفي الداعم للحوار والتوافق ومحاولات إخراج البلاد من أزمتها الخانقة والذي لا يتم إلا بالليبيين جميعا دون استثناء.
ولم أدخر جهدا في هذه المسيرة التي اعتبرتها بعض أطراف النزاع مدفوعة بمطامع المنصب أو المكاسب المادية، وأنا أعلم علم اليقين أن المكاسب الشخصية المادية تقع في الاصطفاف مع معسكر من المعسكرين المتقاتلين على جثة الوطن فهما على استعداد للدفع مقابل تأجير المرء لقلمه أو موقفه لكن الهام في المسألة أنني لم أكن يوما للبيع لا ماضيا ولا حاضرا ولا مستقبلا.
وعندما وقفت مع الوفاق لم أكن أقف مع أشخاص بعينهم ضد أشخاص آخرين، فلست خادما لأحد ولا عدوا لأحد إلا لمن يعادي وطني أو يعمل على الإضرار به وليس لدىّ فوبيا من أحد ولم أعتقد يوما أن الوظيفة الحكومية في الدولة تتطلب مني تأجير رأيي السياسي لأية حكومة.
ولذلك فها أنا أتقاعد من العمل الوظيفي مع نهاية هذا الشهر بعد أن قدمت لبلادي جهدي الذي استطعت تقديمه رغم أنه قد يكون جهد المقل، وذلك دون أن أتقاعد من موقفي الوطني الذي سأظل مخلصا فيه الى فكرة التوافق والتفاهم والتسامح والشراكة في الوطن بين الليبيين جميعا.