الطريق السريع في بنغازي.. شبح يحصد الأرواح دون توقف
لا يزال الطريق الدائري الثالث، الشهير بالطريق السريع، في مدينة بنغازي شرق البلاد شبحا يحصد الأرواح، وبات يعرف بطريق الموت، بسبب الحوادث المرورية المروعة، وسط استياء كبير من أهالي المدينة.
لم تكن الشابة سالمة حمد الفضيل العشيبي (27 عاما)، الضحية الأولى أو الأخيرة بطريق الموت، حيث وصلت جثتها إلى مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث بعد أن قام بمضايقتها شخص متهور تسبب في الحادثة ولاذ بالفرار.
واستقبل مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث 10 وفيات و663 مصابا في شهر يناير الماضي، و236 وفاة و7900 مصابا بينهم أكثر من 4000 حالة إيواء وإصابات حرجة العام الماضي، وسط تبادل الاتهامات بين المواطن والمسؤول، فالبعض يلقي اللوم على الجهات المختصة من حكومة وبلدية وقسم المرور والتراخيص، والبعض الآخر يلقي اللوم على سائقي المركبات الآلية نفسها والسرعة الزائدة، في حين يرى آخرون أن المشكلة سببها نقص الإمكانات.
وعلّق رئيس قسم المرور والتراخيص العقيد وليد البرعصي في تصريح لقناة 218، بأن الكثير من الحوادث المرورية بالدائري الثالث (السريع)، كان قائدو المركبات يقودونها تحت تأثير المسكرات وتأتي السرعة الزائدة في المرتبة الثانية من حيث أسباب الحوادث، بالإضافة إلى عدم الانتباه والقيادة أثناء استخدام الهاتف المحمول والتصوير المباشر بمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وسناب شات وغيرها، فضلا عن قيام صغار السن بالقيادة دون رخصة القيادة وعدم تحكمهم بالمركبة.
وأكد البرعصي أن الدائري الثالث لا توجد به مقومات الطريق السريع، حيث توجد به فتحات غير شرعية يقوم بها المواطنون تقوم الجهات المختصة بإزالتها ويقوم المواطن بإعادتها من جديد وهذا يسبب كارثة بالطريق، كما أن جزءا كبيرا منه يخلو من أية حواجز إسمنتية أو حديدية، حيث تتم إزالتها بسبب الحوادث ولكن الجهات المختصة لا تعيد الحواجز مرة أخرى وهذا يؤدي إلى خروج السيارات عن مسارها، فضلا عن وجود محال ومقاه تسبب ازدحاما ويقف عليها المواطن غير مكترث ولا مبالي وبشيء من الاستخفاف.
ونوه البرعصي بأن الحلول التوعوية أكثر فائدة من العملية، داعيا الجهات ذات العلاقة القيام ببرامج توعوية عن القيادة وآداب وقواعد المرور والحفاظ على حياة المواطن والكشف عن السيارات والاهتمام بها وبالإطارات أيضا، فهناك سيارات متهالكة وبمجرد أن يقع حادث بسيط حتى تجد النيران تشتعل من السيارة بسبب تهالكها، وأضاف أن قسم المرور لا يستطيع إقامة مطبات في مثل هذا الطريق ولكن على المواطن القيادة بشكل متزن وأن يستخدم حزام الأمان ولا يستخدم الهاتف أثناء القيادة، ولا يجتاز غيره إلا بعد أن يتأكد من الطريق، مشددا أنه على الجهات المختصة تعليق لوحات إرشادية وتحديد الخطوط الأرضية والاهتمام بصيانة الطرق بشكل مستمر ووضع الحواجز الإسمنتية بشكل مستمر، للتقليل من الخسائر ويأتي هنا دور الإعلام أيضا في نشر الحملات التوعوية، فالإعلام مسؤول عن تنبيه وتوعية المواطنين.
وطالب البرعصي الجهات المختصة بتوفير روافع لهم حتى يستطيعوا حجز السيارات، فالمواطن يستهين كثيرا بالجهات المختصة في التعامل معها ولابد من الحسم والضرب بيد من حديد، لافتا إلى أن قسم المرور يعمل وفق الإمكانات المتاحة لديه، وينشر قوة بشرية في مختلف المناطق والأحياء السكنية ولا يستطيع وضع جميع القوة في الطريق السريع، فهناك حوادث مرورية تحدث في الطريق الساحلي والصابري والسلماني وحي السلام والليثي، ولكن الجميع بمواقع التواصل الاجتماعي يتعاطفون كثيرا مع حوادث الطريق السريع بسبب كثرة الوفيات بها.
وكان رئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية عبدالله الثني، قد دعا إلى ضرورة حل مشكلة الطريق الدائري الثالث المعروف بالطريق السريع وضرورة وضع الحواجز على طول الطريق لمنع حوادث الطرق التي شهدها الطريق بكثرة خلال الأشهر الماضية.
وأصدرت بلدية بنغازي، عدة قرارات لمنع تكرار الحوادث المرورية على الطريق الدائري الثالث (السريع) بالمدينة، منها اتخاذ إجراءات قانونية ضد الجهات العامة والخاصة التي قامت بفتح مقراتها على جانبي الطريق، وإغلاق المداخل غير المعتمدة، واتفقت على البدء بتركيب الحواجز الإسمنتية في منتصف الطريق بين الاتجاهين والحواجز المرنة على جانبي الطريق، والعمل على تركيب أجهزة مراقبة السرعة للمركبات الآلية، إضافة إلى تركيب العواكس المرورية الأرضية والإشارات المرورية على جانبي الطريق وتخطيط الطريق بالكامل.