الطريق إلى التابوت
محمد حديد
ما إن تنتهي معركة في مكان ما حتى تدق طبولها في مكان آخر ليكون ساحة صراع جديد يأكل الأخضر واليابس دون الالتفات إلى حجم الخسائر البشرية والمادية بعد أن يُنهك طرفا المعركة المتصارعون ..
تمنهنت هذه المنطقة الجنوبية بدت الآن ساحة اشتباكات بين لواء 12 مجحفل وقوات تابعة للوفاق أطلقت عمليتها القتالية تحت اسم “الأمل الموعود” ولعل في هذا المشهد الجديد لهذه المعركة الجديدة زيادة في حجم الضرر الذي يتلقاه المواطن البعيد عن القتال والمتضرر الأكثر جراء هذه المعارك التي لم يسلم من ضيمها مقاتل ولا قاطن كان حظه أن تفتح جبهة في منطقته ..
ذكرت في مقال سابق فترة الحرب على داعش في سرت أن هناك موجة من العواطف تجتاح مدينة بعينها لإشراك أبنائها من جديد في ساحة حرب سئمها الناس ولم يسلموا من بطشها وأرجو أن لا يدخلوهم في هذه المعركة من جديد باستخدام الدعاية النفسية وفتح أبواب الجنة أمامهم وما أكثر الحديث عن الجنان في هذا الوقت..
المجتمع الدولي والساسة في ليبيا ينادون بالجلوس على طاولة الحوار غير أن الطاولة ضاقت واتسعت في مقابلها رقعة القتال والحقد والانقسام دون الوصول إلى حل، فهل سيبقى هذا البلد منقسما يعلوه غبار المعارك ويسود دخانها أجواؤه .. أم أن على هذا التراب رجالات سيعيدون البوصلة من خلال الدعوة إلى نبذ العنف والتخوين والنجاح في ربط الشرق والغرب والجنوب كما نجح يوما رجال استطاعوا لململة شتات ليبيا فترة خمسينيات القرن الماضي ،، ليت هذا يحدث وتستعيد ليبيا عافيتها من جديد..