الصراع التركي اليوناني يحتدم بسبب “اتفاقية الوفاق”
تتواصل التوترات بين دول شرق المتوسط مشتعلة بسبب إمكانية الحصول على الطاقة بعد اتفاقية تركيا مع حكومة الوفاق التي أوقعتها في قلب الصراع الجيوسياسي بين أنقرة وأثينا.
وما تزال أثينا منذ أشهر تسعى لمحاربة الاتفاقية قانونيا وتستعد الآن لنشر مذكرة رسمية تحدد الإحداثيات الجغرافية بدقة في اتفاقية الحدود البحرية بين أنقرة والوفاق وستقدمها إلى قسم قانون البحار والمحيطات التابع للأمم المتحدة.
وجاء الرد التركي سريعا، مهددا بمباشرة عمليات التنقيب في المنطقة الاقتصادية التي تدعي أنقرة أنها من حقها بالكامل بما فيها المنطقة الواقعة قبالة جنوب جزيرة كريت اليونانية، مشيرة إلى أن نشر الخرائط من قبل الأمم المتحدة سيجعل المذكرة رسمية بشكل أساسي وستمهد الطريق لبدء أنشطة التنقيب الاستكشافي للموارد الطبيعية.
وبناء على الإحداثيات الجغرافية التي قدمتها تركيا لتبرير اتفاقيتها، فقد تجنبت ذكر جزيرة كريت التي وصفتها بأنها محدودة التأثير في المنطقة الاقتصادية كما تجنبت ذكر جزر كاسوس وكارباثوس وكاستيلوريزو ورودس، معتمدة على الجزر التركية غير المأهولة، والتي تم استغلال تأثيرها الكامل في تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا.
من جهتها تواصل أثينا بذل جهد دبلوماسي على أعلى مستوى لتسليط الضوء على الصراع الجيوسياسي مع أنقرة إلا أن اعتراضها لم يغير من نية تركيا لبدء التنقيب ما جعل الأخيرة تستغل الاتفاقية للضغط على جيرانها الأوروبيين والمجتمع الدولي لتحقيق غايات سياسية خدمة لأجندات توسعها الدولي.