الصخيرات.. والقلق الليبي من الحرب و”التراكم” بطعم الفراغ
لم يتوقف الليبيون عن التمسك بـ”قشة” النجاة مهما كانت واهية، علّها تنقذهم من الغرق في مستنقع الفراغ السياسي الذي طالما كان غولا بالنسبة لليبيين، رغم أنهم وقعوا مرارا بين فكّيه دون أن يشعروا، لذلك كان اتفاق الصخيرات من البداية أملا أشرق في عتمة المشهد الليبي، لكن هذا الأمل ربما بدأ في التلاشي مع مرور الوقت، وفي هذه السطور سنورد بعض الآراء التي تبناها بعض الليبيين على اختلاف انتماءاتهم خاصة في تاريخ اليوم الأحد السابع عشر من ديسمبر، فما هو تقييمهم لهذا الاتفاق في ذكراه الثانية؟ وكيف يرون مستقبل البلاد وأين يكمن الحل؟
_نبدأ أولا مع رئيس الهيئة العليا لتحالف القوى الوطنية “توفيق الشهيبي” الذي قال على صفحته في فيسبوك إن هذا الاتفاق رغم مرور عامين إلا أنه لازال غير مفعّل، وعليه خلافات ويحتاج إلى تعديلات، والأهم من هذا في رأي الشهيبي أنه لا يوجد حتى الآن ما ينص عليه دستوريا، بمعنى ضرب كل ما سبق في “صفر” حسب تعبير الشهيبي.
_ أما الأكاديمية الروسية ذات الأصول الليبية والصحفية السابقة في وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء “كاميليا مهدي” فقد قالت لـ”218″ إن التحليل صعب في الحالة الليبية، فهي أقرب إلى العبث ، لا اللاعبون مؤهلون للدور، ولا يبدو أنهم فهموا ما هو مطلوب منهم !
وأضافت كاميليا: للأسف، الحل للأزمة الليبية ليس بيد من نراهم في قاعات الحوار، ولا في يد القزميات الإقليمية التي يمكنها أن تؤجج الصراع، لكنها أصغر من أن تفرض أو ترعى الحلول، وقالت الدكتورة كاميليا إن لديها معلومات بأن ثمة خلافين كبيرين حول ليبيا، الأول بين فرنسا وبريطانيا، والثاني بين أوروبا والولايات المتحدة، وما لم تتفق هذه القوى فيما بينها حول تشكيل الخريطة السياسية، لن نرى ــ بكل أسف ــ أي بادرة حل، وأضافت أن كل مؤتمرات الحوار والمصالحة هي مجرد ملء فراغ، وكي توحي القوى الكبرى بالمسؤولية على الداخل، وبرهنت الدكتورة كاميليا على كلامها بأنه يوم تقرر الاتفاق على حل الأزمة اللبنانية بعد حرب أهلية طاحنة، ولم تكن لبنان آمنة، عقد مجلس النواب اللبناني جلسة المصالحة والاتفاق على الحل في الطائف بالسعودية، في سابقة هي الأولى في التاريخ أن تعقد هيئة تشريعية جلساتها خارج الوطن، وفي ختام كلمتها قالت في قلق واضح على مستقبل بلدها الأم ليبيا إنها تتمنى أن لا يطول اتفاق الكبار، لأن يومها سيبهرنا كيف جاء الحل، ولماذا تأخر؟
_ أما الأكاديمي الليبي عبد الحفيظ العابد فقال لـ”218″ إن في تصوره أن انتهاء اتفاق الصخيرات سيؤدي إلى انتهاء مدة البرلمان نفسه الذي مدد لنفسه عبر الاتفاق ومجلس الدولة الذي انبثق عن الاتفاق وهي مسألة لا تبدو مرحبا بها في الأوساط الدولية التي رعت الاتفاق السياسي ومن ثم بعيدا عن العواطف فإن الأطراف الدولية هي الفاعلة في تقرير مدة الاتفاق.
كما أن البدائل المطروحة في حال تم إلغاء الاتفاق ستكون دامية وتعيد للمشهد الحروب التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، لذا لابد من إيجاد صيغة تحدد آجلا غير بعيد للانتخابات يتم بموجبها تسليم السلطة، وأكد العابد أن هذه الانتخابات يجب أن تكون بضمانات دولية.