“الصحفية الليبية” .. نص وصورة بـ”نكهة أمومة”
218TV| خاص
الصحافة من المهن الدقيقة التي حاولت المرأة اقتحامها منذ عقود عدة، لكنها جلبت أزمة من نوع مختلف، وهو أن عهد العقيد معمر القذافي سمح بـ”صحافة هزيلة وشكلية” كانت أقرب إلى نشرات تستعيد نظرياته السياسية ونشاطاته ومداخلاته، ولم تكن صحافة بـ”المعنى الحقيقي”، وهو وضع أثّر كثيرا على المكانة المفترضة للمرأة الليبية العاملة بالصحافة، ومع زوال نظام القذافي بعد فبراير أصبحت محنة المرأة الليبية مع الصحافة من نوع مختلف تماما، وهو ما دفع إلى عدم بروز أسماء نسائية لامعة في عالم الصحافة باستثناء عدد قليل.
بعد ثورة فبراير وجدت الصحفية الليبية وضعا خطيرا ينتظرها، فالمهنة أصبحت خطيرة جدا لـ”الرجال”، فما بالك للنساء، عدا عن الخطر المحدق في مناطق كثيرة في ليبيا، فهن كن أيضا في مواجهة قواعد اجتماعية لا يزال تأثيرها في الداخل الليبي نافذا، خصوصا وأن العمل الصحفي بما يتطلبه من سهر وساعات عمل طويلة يصطدم بالقواعد الاجتماعية.
عدا عن القواعد الاجتماعية، وعدم وجود وسائل إعلامية تؤمن الحماية والحياة الكريمة للصحفية في ليبيا من حيث الدخل المادي، إلا أن الخطر الأمني الذي بات يلف عمل الصحافيين كان عائقا حقيقيا أمام المرأة الصحافية التي كان صعبا عليها في حالات عدة تخطي هذا المأزق الصعب، خصوصا وأن صحفيين ومراسلين ومتعاونين في وسائل إعلام قد قضوا وأصيبوا في رصاص المعارك وتفجيراتها الانتحارية، وهو وضع لم يسمح لعمل المرأة في الصحافة أن ينمو أو يترك بصمته.
لم تخل الساحة الإعلامية في ليبيا من “نصوص نسائية” كتبتها صحفيات ليبيات من “خطوط النار”، لكن لوحظ أن العديد من الصحفيات في ليبيا قد كتبن تقارير مؤثرة جدا، وفيها قدر كبير من تلمس التداعيات الإنسانية للحرب، بعيدا عن تغطية يومياتها المملة، فأن تكون المرأة صحفية فهذا معناه أننا سنجد أنفسنا أمام تقارير مدفوعة ب”غريزة الأمومة”.