الشيخ عريبي سيرة حافلة بالعطاء الديني
كتب محمد مسعود أبوزيد أحد التلاميذ “البررة” للشيخ بشير فرج عريبي سطورا في رثاء شيخه المتوفى منذ أيام.
ونقلت السطور لمحات من حياة الشيخ عريبي المولود في العام 1930 في بلدية المعمورة لأسرة بدوية فقيرة ترعرع وشبّ فيها.
وكان والده فقيرا يستعين به في أعمال الزراعة لتوفير لقمة العيش حتى توجه للكتاتيب ليبدأ حفظ القرآن الكريم على يد مشائخ عدة، من بينهم شيخ موريتاني حافظ، لترغمه الظروف على مغادرة البلاد ولينتقل الشيخ عريبي بعد ذلك للدراسة على يد الشيخ الفقيه حسن السوري الذي كان كفيف البصر وآية في الحفظ والذكاء.
ولزم الشيخ عريبي شيخه الفقيه في مسجد القرية لدراسة القرآن الكريم والفقه المالكي، ختم كتاب الله وبعض متون الفقه والعلوم ليساعد شيخه في تلقين الطلبة حتى وافى الأجل الشيخ السوري وحلّ محله الشيخ عريبي الذي انتقل بعد ذلك للتدريس في المدارس الدينية وفي مسجد القرية.
استمر الشيخ عريبي بعد إيقاف المدارس الدينية بتدريس القرآن الكريم في زاويته بمركز تحفيظ قرقوزة الوسط، مع الاشتغال بالخطابة والوعظ والإرشاد حتى العام ٢٠٠٩ الذي شهد إيقافه عن العمل بأمر أمني بعد صدور فتوى عنه في إطار قوله الحق والصدع به.
ولم يتنازل الشيخ عريبي عن تدريس القرآن وتحفيظه رغم الضغوطات، حتى تعرض لوعكة صحية قبل أيام نُقل على أثرها إلى تونس لتلقي العلاج لتوافيه المنية في طريق عودته إلى ليبيا بعد أن أدى صلاة المغرب.