الشوماني لـ218: هكذا “تغلغل” داعش ليبيا.. ونهزمه بثقافة الحياة
218TV| خاص
علّق الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عبدالمنعم الشوماني ، على وثائقي “زحف الشياطين” الذي بثته قناة “218 نيوز” حصريا، بأن افتقار العناصر التي التحقت بالتنظيم في ليبيا لمستوى علمي هو ما جعل أغلب قياداتها أجنبية رغم وجودها على أراض ليبية.
ورأى الشوماني، بمداخلة في برنامج “البلاد” عبر قناة “218 نيوز”، الأربعاء، أن القاعدة كانت تعمل بشكل عصابي بخلاف تنظيم داعش الذي يعمل بشكل يقارب المؤسسات الحكومية العادية بمسميات مختلفة، مبينا أن الاختلاف بين القاعدة وداعش اختلاف فكري جزئيا، وما بينها من النقاط المشتركة أكثر ولكن طبيعة الفكر المتطرف لا يقبل الخلاف حتى في أبسط الأمور.
وحث الشوماني على ضرورة إجراء دراسات من علماء النفس والاجتماع وأساتذة الإعلام عن الأساليب التي يتبعها عناصر الدولة لبرمجة أفراده من الليبيين بأن يقبلوا العمل تحت قيادات أجنبية في وطنهم، وقال إن داعش “مرحلة متطورة” من التنظيمات المتشددة واستخدم آليات مختلفة عن غيره من التنظيمات السابقة، كما ذهب لكون التنظيم لديه قيادات تمتلك قدرات تقنية عالية في إنتاج إصداراتها الإعلامية خصوصا في العراق والشام وكانت توجه المحتوى بما يتناسب مع الفئات المستهدفة، حيث اختلفت الأفلام الدعائية الموجهة للغرب عن نظيراتها التي استهدفت الجمهور العربي، كما أن المجتمع الليبي لم يكن على دراية جيدة بحقيقة هذه التنظيمات وهو ما جعلها تستغل ذلك وتدخل للبلاد مع أحداث ثورة 17 فبراير.
وعلق الشوماني حول ما أورده أحد العناصر حول التمويل من الجمعيات الأهلية، بأن ذلك قد يكون في البدايات الأولى ولكن بعد ذلك لم يكن لها دور يذكر في دعم التنظيم، بل كان الارتكاز الأكبر على نهب الأموال تحت مبدأ الغنيمة والتسهيلات التي قدمت لهم في التنقل كان بسبب رؤية دول الطوق حول سوريا بأنه لابد من أن يفتحوا لهم منافذ أو يغض الطرف عن تناقلات العناصر المتطرفة منعا لها من التواجد على أراضيها، ولكسب ودهم، ولضمان عدم المساس بها.
وبرر عبدالمنعم الشوماني توسع التنظيم على الصعيد المحلي، بأن السياسيين الليبيين لم يمارسوا قواعد السياسة بشكل ديمقراطي، وتركوا البلاد في فراغ سياسي وهو ما سهل تغلغل التنظيم في البلاد، مبينا أن معالجة هذا التنظيم تبدأ من خلال تفكيك المعرفة التي قام التنظيم بنشرها، والدولة الليبية مفككة ولا تقوم بأي دور ولعل التعويل على الجمعيات الأهلية والبيت، وقد يكون العمل الفردي أكثر فاعلية، فالتنظيمات المتطرفة ترتكز على الموت فعلينا التركيز على الحياة وأن نبادر بدعم وإحياء ثقافة الحياة والتعايش وتعزيز تقبل الآخر لمكافحة التطرف، فمجتمعاتنا تربت على الكراهية والحقد تجاه الآخر فما تستند التنظيمات المتطرفة عليه هو إدارة التوحش لضمان استمرارها.
وأشار إلى أن التنظيم لديه معلومات حول المدن الليبية والظروف المعيشية للسكان أكثر من الأجهزة الحكومية المنقسمة والتي استغل التنظيم انقسامها لتعزيز وجوده، معتبرا أن الأجهزة الحكومية والعسكرية لا تملك قوة التأثير الإعلامي الذي يملكه التنظيم وإقحام الدين في الخلافات السياسية والجهوية كان بيئة مناسبة ليبسط التنظيم سلطته ويزيد من انتشاره.