“الشهداء” يطردون “الخميني” من العراق.. وإيران تراقب
218TV | خاص
في “أسوأ كوابيسهم السياسية” لم يخطر ببال القادة الإيرانيين أن كل ما راكموه من “نفوذ” في مدن عراقية، لاسيما الجنوبية منها التي تحظى بـ”غالبية شيعية”، أن تُحاصَر مقار دبلوماسية إيرانية، وأن يحاول محتجون اقتحامها، وأن يتم إنزال وحرق العلم الإيراني، في مشهد يرى كثيرون أنه لا يمكن تصديقه كونه يُنفّذ بـ”أيدٍ شيعية”، وفي مناطق دينية ظلت “الكلمة الأقوى” فيها للمرجعيات الدينية هناك التي لا تستطيع فعل أي شيء اليوم سوى “الاستعانة بأصدقاء” في العاصمة الإيرانية طهران، التي سافر إليها “سراً وعلناً” قادة عراقيون كثيرون خلال الأسبوعين الماضيين.
وتوازياً مع “رهان إيراني صامت” على “قلة صبر العراقيين”، وانسحابهم من الساحات والميادين، فوجئت طهران بـ”جرأة شعبية نادرة” إذ بادر محتجون عراقيون غاضبون إلى تغيير اسم أهم شارع في مدينة النجف العراقية من “شارع الإمام الخميني” إلى “شارع شهداء ثورة تشرين”، في تصرف قوي ونادر أن يحصل في منطقة دينية محظورة على أي أنشطة سياسية معادية، والأكثر غرابة –وفق أوساط عراقية- هو مسّ ما بدا خلال “سنوات الهيمنة الإيرانية” بـ”الصورة المقدسة” لرجل الدين ومفجر الثورة الإسلامية في إيران الخميني الذي يقدسه ملايين الإيرانيين، وله “قدسية خاصة” لدى رجال دين وزعماء سياسيين في العراق ولبنان وسوريا.
ومنذ نحو شهر تعم المدن العراقية الكبرى، لاسيما العاصمة بغداد ومدن جنوبية مظاهرات حاشدة وغاضبة تدعو لإسقاط السلطة السياسية القائمة، ومحاكمة الطبقة الحاكمة حاليا، وإسقاط المحاصصة السياسية التي تستند إلى الطائفية، وإعادة الأموال المنهوبة التي قدرتها تقديرات غير رسمية بأنها تجاوز مائتي مليار دولار أميركي في غضون سنوات قليلة، عدا عن غياب الخدمات العامة والأساسية، وتناقص كميات المياه الصالحة للشرب، عدا عن التلوث الذي أصابها في السنوات الأخيرة بسبب الغياب التام للحكومة وأجهزتها.