الشرفاء لا يودّعهم إلا الأوفياء
تقرير218
ليس قائد مجموعة مسلحة وليس إرهابياً في عباءة الثوّار وليس مختلساً ولا صاحب منصب رفيع يخدم مصالح المسؤولين ليحضروا جنازته.
هكذا رحل مدير مديرية أمن طرابلس السابق العميد صلاح السموعي بعيداً عن أنظار القادة السياسيين ومشايخ دار الإفتاء.
رحيل آلم الجميع لكن لم يصل صداه إلى من تعوّدوا أن يكونوا في الطوابير الأولى وأمام الكاميرات في جنازات من سيقطفون ثمرة رحيله.
فقط هم زملاؤه من المؤسّسة الشرطية وأهله ومن أحبّه صدقاً لمواقفه الحقيقية لاستتباب الأمن في طرابلس وصون أهلها، هم من كانوا واقفين معه في حياته ومماته، وما كان من وزير الداخلية الأسبق عبد السلام عاشور غير نظرات حسرة على صديق ربّما سيترك جرح فراقه ندبة على جبين زملائه من أبناء المؤسّسة.
إلى مثواه الأخير شُيّع السموعي تاركا وراءه سمعة حسنة وأعمالا طيّبة يتذكّره بها الصغير قبل الكبير، وليخلّد اسمه على جدار الأوفياء الذين أخذوا غدراً على أيدي أعداء الوطن.. وداعاً فقيد الوطن، العميد صلاح السموعي.