الشخصية الليبية.. في انتظار التعريف!
يتسائل وزير الخارجية السابق عبد الرحمن شلقم عن الفارق بين الشخصية الليبية، الوطنية الليبية ، الهوية الليبية والقومية الليبية على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فيرد المتابعون كل كما رأى.
من وجهة نظر الكاتب نجيب الحصادي أنه لا فرق بين الشخصية الليبية والوطنية، ولا بين الهوية والقومية حيث قال: “في تقديري أن للهوية مقومات مثل اللغة والدين والتاريخ المشترك. وللشخصية سمات تتمظهر في مواقف واتجاهات وأساليب تفكير وأنماط سلوكية. التشبث بالهوية قد يكون إحدى هذه السمات والفرق أنه لا يصح عادة الحديث عن التخلي عن مقومات الهوية لكن بعض سمات الشخصية قد تكون معيبة يلزم التخلي عنها”
وذهبت الكاتبة فدوى بن عامر إلى أن: “الشخصية الليبية قد تكون هي تلك الملامح التي تصدر من الليبي، فهي الخصائص النفسية والعقلية والذهنية، طريقة تفكيره والقيم التي تحكمه”.
وتضيف الكاتبة أن “الوطنية الليبية فقد تكون شعور وإحساس يتملك وجدان الليبي يكون الولاء للوطن مقدمًا على كل اعتبار أخر”.
ومن الممكن أن تكون الهوية الليبية برأي فدوى”أكبر وأعم وتشمل اللغات الليبية والأعراق المختلفة الليبية والدين والهوى والعادات والتقاليد والثقافة الخ..”
أما السفير السابق إبراهيم قرادة فقد رأى أن التعريفات حسب القواميس الدولية تصف الوطنية والقومية بأنها مصطلح واحد، لأن منشأها الأوروبي أشار بذلك.
قائلاً إنه “في منطقتنا، اضطررنا للفصل بينهما. الوطنية تخص القطر، فيقال الوطنية التونسية أو المصرية. في حين أن القومية تخص الوطن العربي أو القومية العربية حسب تنظير القوميين العرب، دلالياً، تعود القومية إلى مصدر “القوم” وهم المجموعة البشرية المرتبطة، في حين الوطنية تنتسب إلى وطن اي ارض وشعب معاً”.
لكن في رأي قرادة أن كل ذلك مرتبط برؤية أفضلية مجموعة على مجموعة أخرى حيث قال: “إن القومية الوطنية (الفاشية/ الشوفينية/ النازية/ الفاشستية..) ترتبط بالسمو والجدارة العرقية”.
ويعرف الدبلوماسي قيس البرعصي في رده على شلقم الهوية بأنها “نتاج للثقافة” لافتاً إلى أن النخبة الليبية لم تجعل الهوية الليبية مؤثرة، بل كانت النخبة هي المتأثرة بالمحيط.
وأضاف البرعصي أن الشخصية الليبية، “نقلها أشخاص للعالم وتجسدت بهم، وعرفنا العالم بهم وهم عمر المختار و معمر القذافي، بغض النظر عن الاتفاق معهم أو الاختلاف”.
ويصف الدبلوماسي الوطنية بأنها “الولاء للوطن” وأنها تحتاج لمحددات كثيرة في الحالة الليبية لخصوصيتها، أما القومية الليبية بنظره فهي “الحلقة المفقودة التي يجب البحث عنها”، بعد ما كان البعض “ينادي بالقومية العربية” حسب تعبيره.
برز لأول مرة مصطلح “الشخصية الليبية” لدى رئيس الوزراء في عهد المملكة عبد الحميد البكوش، الذي حاول أن يناوئ به النزعة الناشئة للقومية العربية في عهد عبد الناصر، والتي قاد مؤيدوها فيما بعد انقلاباً على النظام الملكي.