في يومهم العالمي.. الشباب في ليبيا يبحثون عن “وطنهم”
يحتفل العالم اليوم، 12 أغسطس، باليوم الدولي للشباب، وهو اعتراف من الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدور المهم لهذه الفئة في بناء السلام والأمن بالمجتمع، وقدرتهم على حل الصراعات وضمان نجاح حفظ السلام.
وبطرح نموذج الشباب الليبي، نجد أن الأمر بحاجة لمناقشة العديد من النقاط التي تحول دون إيجاد دور متقدم لهم في المجتمع مع وجود محاولات فردية وجماعية تُبقي الأمل قائما أمام أكثر من “مارد” يدفع نحو تهميش هذه الفئة، بحسب العديد من المتابعين.
أول أمر يُحبط دور الشباب في مختلف مناحي الحياة، هو غياب اهتمام الحكومات بتعزيز مقومات الشباب وتهميشهم في الخطط والاستراتيجيات وعدم إعطائهم فرصة كاملة في التعليم والتوظيف والتوجيه، وهذا الأمر قد يقلل من شعور هذه الفئة بالانتماء الحقيقي لبلادها، وفقدان الأمل بالمستقبل والتغيير.
وثاني نقطة هي غياب الأمن، ومعه لا يفكر الشباب إلّا في الحفاظ على حياته، ويخشى من إعلاء صوته أمام تيارات تمتلك القوة وفي كثير من الأحيان لا تكون “شرعية” بمعنى أنها خارج إطار الدولة، ففي طرابلس مثلا، ذكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، في بيان الخميس، أن حالات اختطاف واعتقال قسري تقوم بها كتائب وتشكيلات مسلحة في تصاعد مستمر، وهكذا يتولّد شعور بأن الحفاظ على الأمن الشخصي أولى من أي شيء.
وثالثا، الجانب الاقتصادي والحاجات الأساسية، حيث لا يخفى على أحد مدى تردي الوضع الاقتصادي وغياب السيولة وتراجع قيمة الدينار أمام الدولار، إضافة إلى مشكلة انقطاع الكهرباء والماء وغاز الطهي والدواء وهذه جميعها ضربت عصب الحياة في العديد من المدن الليبية خلال الصيف الحالي.
ويرى المتابعون أن الشباب الليبي وجدوا أنفسهم في مستنقع كبير من الأزمات والصراعات السياسية، وتم استبعادهم عن مصانع القرارات، ووضعهم في الجبهات الأمامية الساخنة، مضيفين أن الحل سيسهل كثيرا في ليبيا لو أن السياسيين استثمروا هذه الفئة وحملوها جزءا من المسؤولية، فالشباب هم وقود التطور والحداثة وفي ليبيا أثبتوا كثيرا أنهم أهل لها.