الشارع اللبناني يرد على الإصلاحات.. “وعود فارغة”
سعى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الثلاثاء إلى الحصول على دعم دولي للإصلاحات الاقتصادية التي أعلن عنها الاثنين، والتي تهدف إلى تهدئة الاحتجاجات الحاشدة التي تطالب حكومته بالاستقالة.
ويأمل الحريري أن تزيد حزمة الإصلاح الاستثمارات الأجنبية وتساعد الاقتصاد اللبناني المتعثر، لكن المظاهرات التي خرجت في جميع أنحاء البلاد بدءا من الأسبوع الماضي، ازدادت الاثنين بعد إعلان الإصلاحات، حيث تجاهلها المتظاهرون واعتبرها “وعودا فارغة” أُعلنت في العقود الماضية والتي لم تتحقق أبدًا.
واحتشد الآلاف من المتظاهرين في وسط بيروت، الثلاثاء لليوم السادس من المظاهرات، وأصروا على استقالة حكومة الحريري، ونظم عشرات المحتجين الآخرين اعتصاما خارج البنك المركزي، بينما استمرت الاحتجاجات في مدن وبلدات أخرى كذلك.
وعقد الحريري اجتماعات مع سفراء الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة لشرح حزمة الإصلاح.
وقال الحريري للمبعوثين “هذه الإجراءات ليست سوى الخطوة الأولى”، مضيفا أن الحزمة جاءت بعد أن “وافقت بالإجماع من قبل الحكومة بسبب الشبان والشابات الذين تظاهروا خلال الأيام الماضية من أجل الكرامة الوطنية”، وفق بيان أصدره مكتبه.
وقال المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء، نديم المنلا، إن الحريري يدرس تعديلا حكوميا محتملا، “يتم تحديده في الأيام القليلة المقبلة”، وأضاف أن استعادة ثقة الناس في حكومتهم “لن تكون مهمة سهلة. ستكون معركة شاقة”.
ويأمل المسؤولون اللبنانيون أن تؤدي خطط إصلاح قطاع الكهرباء- التي تكلف الدولة حوالي ملياري دولار سنويًا- إلى إطلاق 11 مليار دولار من القروض والمنح المقدمة من المانحين الدوليين في مؤتمر “سيدر” في باريس العام الماضي.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن باريس تتابع عن كثب التطورات في لبنان، مضيفة أنه يجب أن تظل الاحتجاجات سلمية ويجب احترام حق اللبنانيين في الاحتجاج.
وأكد البيان أن فرنسا تشجع الحكومة اللبنانية على إجراء إصلاحات من أجل تنفيذ قرارات مؤتمر “سيدر”.
وفي وقت لاحق من اليوم، اقتحم بعض النشطاء التلفزيون الحكومي، متهمين المحطة بالتحيز للحكومة في تغطيتها للاحتجاجات، حيث بدأت المحطة في تغطية الاحتجاجات يوم الثلاثاء فقط، بعد أن بثت برامجها العادية لمدة خمسة أيام، على عكس المحطات التلفزيونية الخاصة التي كانت لها تغطية حية للاحتجاجات على مدار الساعة.
من جهتها، قالت جمعية البنوك في البلاد إن البنوك المحلية ستبقى مغلقة الأربعاء لليوم السادس بسبب الاحتجاجات. وتقول بعض التقارير إن هناك مخاوف من أن الحكومة قد تسرع إلى المقرضين المحليين لسحب أموالهم، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.