الشاب الفرنسي والديناصورات الليبية !
218TV.net مقال خاص
عبدالوهاب قرينقو
فيما إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا الجديد يلتقط سيلفي مع طاقمه الرئاسي وغالبيتهم من الشباب يصر سياسيونا ورموزنا المزعومة على مواصلة الشغف بحكم الديناصورات، مع احترامي لتقدم أي انسان في العمر .
نحن أكثر من يتحدث عن الدماء الجديدة – مطالباً بمشاركة الشباب في الحياة السياسية – ولكن حين التنفيذ والتطبيق ننعت الشباب بــ “لعب الصغار” و “لا ينقصنا إلا حكم الأطفال” وغير ذلك من إهانات واستهانات بروح الشباب وقدرتهم على العطاء .
من المفارقة أكثر أن يتزامن وصول شاب تكنوقراطي – وحتى أنه بدون كاريزما كما قيل عنه لحكم فرنسا واختياره لمستشارين جلهم شباب- مع إصرار آلهة دستورنا الليبي المنتظر بأن يُستبعد من انتخابات الرئاسة – إن حدثت- شريحة الشباب من 18 إلى 40 سنة!.
في 1995 تم تعديل انتخاب أعضاء مجالس إدارات الأندية الليبية من 35 إلى “ابتداءً من 25 سنة” فقامت الدنيا ولم تُقعد في أوساط المتعنتين الذين لا يرون القدرة والفعالية والنزاهة والمثابرة والحكمة إلا ممن تجاوزت أعمارهم الأربعين .. حتى في الرياضة لانقبل بشريحة الشباب والسلطات الثقافية ليست أفضل حالاً فأمناء الروابط والنقابات والاتحادات من أدبية وفنية وخيرية وغيرها لم يتقلدها إلا من تجاوزت أعمارهم الخمسين .
هذا الخوف غير المبرر يحتاج إلى دراسة وأبحاث لا يتسع المقامُ هنا للخوض فيها .. وفيما يستلم ماكرون مقاليد حكم خامس أقوى دولة في العالم لازال يفكر شيوخنا المرتبكون في كيف يلتقون مع بعض لحل أزمة دولةٍ تنهار حثيثاً إلى أسفل سلم الأمم المنتهية .
ــــــــــــــــــــــــ
خاص 218