السيرة الذاتية في كتب 4 مبدعات عالميات
خلود الفلاح
تعدّ كتب السيرة الذاتية من أكثر الكتب التي تنقل لنا ثقافات وتجارب أشخاص وعوالم قد نتعرف عليها للمرة الأولى. في الكتب التالية (الأمية- مضحك بالفارسية- أتغير- حليب أسود) تجارب إنسانية عن الأمومة والحب والوطن والكتابة.
الأمية
تحاول الكاتبة والروائية السويسرية من أصل مجري، أغوتا كريستوف، (1935 ـ 2011 ) في كتابها (الأمية: سيرة الكاتبة)؛ أن تجيب عن عدة أسئلة، مثل: هل من الممكن أن يصل الكاتب إلى القول وما الفائدة من الكتابة؟.
وفي هذا السياق تقول “كريستوف”، التي توقفت عن الكتابة العام 2005 : لقد صارت كل الأشياء سواء بالنسبة إليّ، حتى الكتابة. لقد أعطتني الكتابة الكثير؛ لكنها ما عادت تمنحني الآن شيئًا.
ويشير مترجم الكتاب، محمد آيت محمد، (منشورات الجمل ـ 2015 )، إلى أن “أغوتا كريستوف” أصيبت بمرض القراءة منذ سن الرابعة وإنها لم تتوقف يوما عن القراءة، وعندما تريد والدتها معاقبتها على أمر ما ترسلها إلى الوالد الذي كان يعمل معلمًا وبدوره يجلسها في المقاعد الخلفية مع كتاب مصور.
وعن ذلك، كتبت: هكذا إذن، أصابني دون أن أنتبه مرض القراءة الذي لا شفاء منه في الرابعة من عمري، أقرأ كل ما تقع عليه يداي أو عيناي: جرائد، كتب مدرسية، ملصقات، قصاصات ورق مطروحة في الطريق، وصفات مطبخ، كتب أطفال. كل شيء مطبوع.
وفي هذه المذكرات، اعترفت أغوتا كريستوف بأنها لا تزال تحس بتأنيب الضمير، حيث يذهب جميع الجيران إلى أعمالهم، و تجلس هي إلى طاولة المطبخ لساعات كي تقرأ الجريدة عوض عن ترتيب البيت أو غسل الصحون، أو غسل الملابس وكيها أو الذهاب إلى التسوق، أو تحضير المربى والحلويات، أو الكتابة.
مضحك بالفارسية
في كتاب “مضحك بالفارسية: مذكرات إيرانية نشأت في أمريكا”؛ تكتب الإيرانية فيروزة دوماس ” 1965″ سيرة ذاتية خفيفة كالنسيم، دافئة وأخّاذة.
في الحقيقة لم أجد وصفًا دقيقًا وجميلاً يصف هذه المذكرات القصيرة “210 صفحات”.
في هذا الكتاب الذي نقلته إلى العربية المترجمة بثينة الإبراهيم “منشورات مسارات ـ 2016″؛ تسرد فيروزة دوماس رحلة انتقالهم من “عبادان” في إيران إلى ولاية “كاليفورنيا” الأمريكية عندما كانت في سن السابعة، بسبب انتداب والدها من الشركة الوطنية الإيرانية للنفط للعمل كمستشار لإحدى الشركات الأمريكية لمدة عامين، وامتدت لإقامة دائمة بعد وصول الإسلاميين للحكم في البلاد.
وكما كتب ع الغلاف الخلفي للكتاب، فإن فيروزة دوماس “تترجم بوضوح تجربة المهاجرين من أي بلد في العالم.. يقربنا الكتاب من اكتشاف ماذا يعني أن تكون أمريكيًا”.
أتغير
تقدم الفنانة السينمائية النرويجية ليف أولمن “1938” في كتابها “أتغير” مشوارها مع الفن وارتباطها بالرجل الوحيد الذي أحبته المخرج إنجمار برجمان وابنتها “لين”.
وفي هذا الكتاب، الذي ترجم للعربية من خلال المترجم أسامة منزلجي “المدى ـ 2017 “؛تشير ليف أولمن، إلى أن كل الشخصيات التي ذكرتها في الكتاب حقيقية حتى وإن كانت تظهر بدون أسماء في بعض الأحيان، موضحة أن ما كتبته يشكل جزءًا من حياتها.
وفي “أتغير”، كتبت ليف أولمن: لطالما اعتبرت الكتب كائنات حية بعد أن صادفت مؤلفين غيروا حياتي قليلاً، فبينما أمر بفترة ارتباك ما، أبحث عن شيء لا أستطيع تحديده، إذا بكتاب معين يظهر، ويتقدم مني كما يفعل صديق، يحمل بين دفتيه الأسئلة والأجوبة التي أفتش عنها.
وفي هذه المذكرات؛ تشير “ليف” إلى أنها تكتب عن تغير عرضي وآخر متعمد، وعن الوحدة التي عرفتها في طفولتها.
وبحسب القرّاء؛ فإن كتاب ” أتغير” هو نظرة إلى أعماق القلب.
حليب أسود
تقدم الروائية التركية إليف شفق “1971”، في كتابها “حليب أسود” تجربتها مع الأمومة التي قالت عنها: إنها حدث معجز ومذهل.. لقد غيرت كل شيء.. حولتني.
وفي هذا الكتاب، الذي ترجم للعربية من خلال المترجم أحمد العلي “مسكيلياني ـ 2016 “، تعرض إليف شفق لآراء كاتبات تركن الأمومة جانبًا وانتصرن للكلمات.
وفي تقديمها للكتاب، قالت الدكتورة بدرية البشر : هذا الكتاب، إلى جانب ما يتسم به متعة وخفة الروح والطرافة، يعيننا نحن النساء لنتصالح مع ذواتنا.
وفي هذا الكتاب؛ يحتدم الصراع بين الأنثى التي تلد الكلمات والأنثى التي تلد الأطفال، وكيف يشغل هذا الصراع المبدعة ويحوّلها إلى كيانات متعددة تحرمها السلام والرض