السويحلي يكشف أسرار “معسكر الإخوان”.. ويدعو للتحقيق
يبدوا أن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت تشكل عبئاً إضافياً على المشهد المُعقّد في ليبيا، وهذا ما تؤكده تصريحات الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي التي هاجم فيها حزب العدالة والبناء الذي يعتبر الذراع السياسي للإخوان في ليبيا ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، المعروف عنه انتماؤه لهذه الجماعة.
وفتح السويحلي النار على الإخوان وأذرعهم المتوغّلة في مفاصل الدولة الليبية، واتّهمهم بالتظاهر بالديمقراطية للوصول إلى السلطة، وتقديم أنفسهم كطرف معتدل يؤمن بالحوار، مؤكداً أن وجههم الحقيقي عكس ذلك تماماً.
وحول مطامع هذه الجماعة في ليبيا، قال السويحلي في تصريحات صحفية إنهم “كانوا يعتقدون أن اتفاق الصخيرات سيوفر لهم الفرصة لتحقيق مشروعهم، الذي فشلوا في تحقيقه عن طريق جيش القبائل”، وقال إنهم يحاولون التسلق على السلطة باسم الدين.
وتحدّث الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة عن ثقافة الإقصاء التي تُهيمن على أفكار جماعة الإخوان، قائلاً إنهم مارسوا كافة أشكال التدليس لإخراجه من المجلس بشكل نهائي، حتى إنهم طردوا كل من له علاقة به بعد انتخاب خالد المشري خلفاً له، حسب قوله، كما ذكر أن انتخابه لرئاسة المجلس قبل المشري كان لعدم وجود بديل أفضل في ذلك الوقت.
وقال السويحلي إن المشري يُمارس الهيمنة الكاملة على قرارات المجلس، مؤكداً أنه يُصدر البيانات ويُعلن مواقف المجلس الأعلى للدولة إزاء الأحداث دون الرجوع إلى الأعضاء، وفي المُقابل يصمت جميع المعنيين أمام هذه التصرفات.
ورأى أن الوقت قد حان ليعود حزب العدالة والبناء في ليبيا إلى “حجمه الطبيعي”، قائلاً إنه كان يُخفي أن هذا الحزب تسبب في شق الصف السياسي منذ أن وُلد، مُضيفاً: “لا نستطيع أن نستمر في دفع هذا الثمن الباهظ لهذا الحزب الذي لا يسعى إلا إلى أن يكون مهيمنا ومسيطرا ولا بد أن يُكشف عن تغلغله في مؤسسات الدولة ومفاصلها”.
واستبق السويحلي التشكيك الذي من المُتوقع أن تُقابَلَ به تصريحاته بتوجيه كل من سيدّعي أنه يُبالغ في اتهاماته لهذا الحزب الإخواني التوجه لفتح تحقيقات مستقلة لتأكد من حجم الأشخاص المنتمين للحزب الموجودين في مفاصل الدولة، والذي أكد أنه سيكون مُفاجئاً لليبيين.
ولأن هذه المرة ليست الأولى التي يُهاجم فيها الإخوان في ليبيا، رد السويحلي على المتسائلين حول سبب خروجه في هذا التوقيت وكشفه عن حقائق بهذه الخطورة، وقال إنه لم يعد هناك مجال للتحمل فقد طلب بعقد جلسة بالمجلس إلا أنهم رفضوا خشية فتح هذه الملفات ما اضطره للجوء إلى كشف كل شيء علناً.
وشدد على استعداده لحضور جلسة للمجلس ومواجهة قيادته وأعضائه بهذه الحقائق والاستماع لما سيقولونه ليرد كل منهم على الآخر ويفند الحقائق.