السودان.. أسبوعان من الأزمة ولا حل في الأفق
مع دخول الأزمة السياسية السودانية أسبوعها الثاني؛ لا حل يبرز في الأفق، ويبقى المواطن السوداني الحالم بحياة عادية تتوفر فيها أدنى مقومات المعيشة، مُشتّتاً بين تصريحات ووعود المجلس العسكري الذي انقلب على حكومة عبد الله حمدوك، وشعارات لجان المقاومة السلمية وجمعيات المجتمع المدني وشبان الأحياء، في ظل مخاوف من عودة البلاد إلى المربع الأول.
وصدرت آخر المواقف الدولية عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي أكد على هامش الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي الذي انطلقت أعماله أمس في واشنطن، وجود مصلحة مشتركة بين بلاده ومصر بعودة الانتقال الديمقراطي في السودان إلى مساره، مشدداً على ضرورة وقف العنف ضد المتظاهرين وإعادة الحكومة الانتقالية، وانخراط الأطراف السودانية في مفاوضات للوصول إلى حل للأزمة، مضيفاً أن غياب الاستقرار في السودان أثر على منطقة القرن الأفريقي.
من جانبه، ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تطورات الأوضاع في السودان، واتفقا على أهمية التعامل مع التحديات الراهنة فيه على نحو يحقق الاستقرار والأمن للشعب السوداني، ويحافظ على المسار الديمقراطي مشدديْن على ضرورة أن تغلب الأطراف السودانية المصلحة العليا للوطن وصولاً إلى توافق وطني.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، على أن “الحل الوحيد” لأزمة السودان هو إعادة الحكومة الانتقالية، مضيفاً أن الإدارة الأميركية تعمل على جبهات عدة لرؤية حل للأزمة.
داخلياً، اعتبرت قوى الحرية والتغيير أن تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بشأن المسار الانتقال، خطوةً مهمةً لكن يجب أن تتبعها خطوات عملية، وفي مقدمتها رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وطالبت كذلك بوقف حملات الاعتقال والإجراءات غير الشرعية، وانتهاك الأجهزة الأمنية الحريات العامة.
وفي الوقت الذي تتمسّك فيه هذه القوى بعودة “حمدوك”؛ أكد هو نفسه تمسّكه بعدم قبول رئاسة أي حكومة دون موافقة “الحرية والتغيير” التي تضم عدداً كبيراً من الأحزاب السياسية، وتتمتع بشعبية واسعة في الشارع السوداني.