السنوسي لليبيين: أدعم مساعي عودة “الشرعية الدستورية” و”المؤسسات الحقيقية”
218TV| متابعة إخبارية
قال محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي إنه يدعم عودة الشرعية الدستورية إلى ليبيا، إضافة إلى عودة المؤسسات السياسية القوية، معتبرا في كلمة له بمناسبة عيد الاستقلال الذي يُصادِف اليوم بأن ليبيا تمر بمنعطف تاريخي سيء، طغت وبرزت فيه على السطح صورٌ وأساليبُ وممارساتٌ لا تمتّ لديننا وثقافتنا وشعبنا بأية صلة وإنما هي نتيجة طبيعية للتفريط في وديعة الآباء والأجداد.
نص الكلمة كاملة:
أيها الشعب الليبي الكريم في ليبيا الحبيبة بجميع أطيافها ومكوناتها من عرب وأمازيغ وتبو وطوارق، وكل قبائلها في شرق البلاد وغربها وجنوبها وشمالها داخلها وخارجها ودون استثناءٍ أو إقصاء لأحد من أبنائها الثابتين على الولاءَ لها والوفاءَ لتاريخها ورجالها والعاملين بنية صالحة من أجل سلامتها وعزّتها وسيادتها ووحدتها ونهضتها نهنئكم أجمل تهنئة ونحييكم أعطر تحية ونحن نعيش أجواء هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا الذكرى السادسة والستين لاستقلال وطننا المفدّى الذي تحقق بفضل الله تعالى أولاً وبجهاد وجهود آبائنا وأجدادنا وفي مقدّمتهم الملك الصالح محمّد إدريس السنوسيّ الذي أجمعت واجتمعت عليه كلمة أعيان ووجهاء بلادنا من كل أقاليمها وأطيافها فكان الاستقلال المجيد وكانت الدولة الليبية الفتية بدستورها ومؤسساتها وخطواتها المتزنة الحكيمة على طريق البناء والنماء والرفعة والتقدم فلهم منا في هذا اليوم وفي كل يوم التحية والوفاء والإجلال وخالص وصالح الدعاء بالرحمة وخير الثواب والجزاء.
أبناء الأمة الليبية الكريمة
تأتي علينا هذه الذكرى العزيزة علي قلوبنا ونحن نعاني ونُكابدُ اليوم أعباءَ هذا المنعطفِ التاريخيّ الخطير في تاريخ بلادنا والذي طغت وبرزت فيه على السطح صورٌ وأساليبُ وممارساتٌ لا تمتّ لديننا وثقافتنا وشعبنا بأية صلة وإنما هي نتيجة طبيعية للتفريط في وديعة الآباء والأجداد وإضاعة سبيل الحكمة والرشاد والذهول عن قيم التسامح والفضيلة والوقوع في براثن الأحقاد والضغائن والكراهية والإرهاب والعنف بكافة أنواعه وأشكاله وأشدّها بشاعة سفك الدماء والاستخفاف بالحرمات والمحرمات، وما لذلك من آثارٌ وتداعيات تتطلب العلاج والإصلاح والذي لا يكون إلا بالعودة إلى وعينا وأخلاقنا وهويتنا وثقافتنا الأصيلة المبينة على قيم العدل والخير والتسامح، والتي نجد خالصها وخلاصتها في سيرة وأخبار الرجال الذين تحققت على أيديهم الآمال وصنعوا الاستقلال.
أيها الشعب الليبيّ الكريم
ونحن نغتنم ونحيي هذه الذكرى والمناسبة المباركة التي عمّ خيرُها ونفعُها أبناء الوطن المُفدّى جميعا حتى الذين تنكروا لها وتعمدوا الإساءة إليها لا يسعنا إلا أن نحيّي جهود الخيرين والطيبين الذين يسعون بجدّ واجتهاد على طريق السلام والمصالحة والوئام ومن هؤلاء المطالبين بالعودة لدستور المملكة الليبية في ربوع الوطن، وندعم كذلك كل خطوة جادّة نحو الاستقرار وعودة البلاد للشرعية الدستورية والمؤسسات الحقيقية التي تعبر عن دولة تكفل وتضمن وتحقق قيمة وكرامة وحقوق الإنسان، والتي لا مكان فيها لطغيان فرد أو مؤسسة أو طائفة أو فئة مدنية أو عسكرية، وعلى هذا الصعيد أيضاً نحيي دور الأمم المتحدة وكافة جهودها وبرامجها في تقديم يد العون لليبيين لتحقيق هذا الهدف النبيل، ونأمل أن يكون ذلك مشفوعاً بمواقف صحيحة وصريحة وخطوات عملية لا تراوح مكانها أو يطول أمدها دون تحقيق ما يتردد من شعارات ووعود.
أيها الشعب الليبيّ الكريم
بهذه المناسبة الطيبة أقول لكم: إنني ليحدوني أملٌ كبيرٌ في تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع أبناء الوطن الواحد التي من خلالها يكون طيّ صفحة الماضي، والتعايش بين كافة أطياف وشرائح الأمة الليبية .
وأنا كمواطن ليبيّ يحبّ بلاده ويحرص على مصالحها سأظل دائماً على العهد ملتزماً بمستقبلٍ أفضل لبلادنا وشعبنا الليبي الكريم فإذا اختار الشعب الليبي دستور المملكة الليبية لعام 1951 الذي أقرته الأمم المتحدة (بصيغته المعدلة في 1963) وصادره الانقلاب العسكري عام 1969 فإنه سيكفل الحقوق المدنية والسياسية الواسعة بموجب قوانين أقرتها الدولة الليبية المستقلة، كما أنه سيوفر أساساً متينا لبداية جديدة حيث يتضمّن هذا الدستور الآليات الموحدة اللازمة لاستعادة الاستقرار والوحدة الوطنية والهوية الليبية للمضي قُدُماً إلى الأمام، عبر الطريق القائم على الحكم الخاضع للمساءلة، في ظل الأمن والاستقرار، وتحفيز النمو الاقتصادي، وحماية حقوق المواطنين، واستعادة الهوية الوطنية والمكانة الرفيعة التي تستحقها ليبيا وشعبها الكريم وتمكينها من لعب دورها المنتظر كشريك إيجابيّ على المستويين الإقليمي والدولي.
وختاما
أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله في وطن شيّده الآباء المؤسّسون لكى يجمعنا وننعم بخيراته، فعلينا جميعا المحافظة عليه وفاء منا لهم، وواجبنا نحوهم أن نتأسى بحكمتهم وعقلانيتهم ونُحيي ذكرى هؤلاء الأعزاء الشرفاء وعلى رأسهم الملك الصالح السيّد محمّد إدريس السنوسي رحمه الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي
24 ديسمبر 2017