السنوسي: قرار عودة الملكية بأيدي الليبيّين
أصدر المكتب الإعلامي لولي العهد الليبي الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي شريطا مصورا يجيب من خلاله الأمير على مجموعة من التساؤلات حول الأوضاع الراهنة ومآلات الأمور في الملف الليبي وعن إمكانية عودة النظام الملكي إلى ليبيا وجدوى إقامته في ليبيا مجددا
واقع مؤلم
وقال السنوسي في كلمته إن الليبيّين يعيشون هذه الأيام واقعا مؤلما بسبب غياب دولة القانون وغياب الدستور مؤكدا على الدور السلبي الذي تلعبه التدخلات الخارجية في الصراع من أجل السلطة والمال مضيفا أنها ساهما إلى حد كبير في تردي الأحوال المعيشية لليبيين.
الشرعية خيار للشعب
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات في الشارع الليبي تطالب بالعودة للنظام الملكي وخصوصا بعد تعثر الجهود الأممية الخاصة بالتوافق وفي ظل القتال الدائر بين الأطراف المختلفة، وعند سؤاله عن رأيه بهذه المطالبات علق السنوسي بالقول إن الشرعية الدستورية ليست ورقة تتلاعب بها الجهات الداخلية والخارجية، مؤكدا أن الشرعية الدستورية خيار أصيل للشعب الليبي وقد ولدت منذ دولة الاستقلال مشيرا إلى أنها ستكون بجانب الشعب الليبي دائما وأبدا.
النظام الملكي ليس غريبا
وقد رد السنوسي عند سؤاله عن أن البعض قد يعتبر أن العودة إلى نظام ملكي دستوري خطوة إلى الوراء في ظل تطلع الشعب الليبي إلى حكم ديمقراطي رشيد، بالقول إن النظام الملكي أحد الأنظمة المعمول بها في العالم وهو ليس بغريب على الشعب الليبي مشيرا أن ليبيا امتلكت في السابق دولة قانون ومؤسسات، مؤكدا أن الخيار في ذلك متروك للشعب الليبي صاحب القرار في اختيار نظام حكمه.
ظروف ماقبل الاستقلال
وعما يميز النظام الملكي الدستوري عن أي صيغة أخرى للحكم قد تطرحها القوى المحلية في ليبيا أو المجتمع الدولي، وكيف يستطيع هذا النظام أن يجمع أفراد الشعب الليبي الذي تفرقه الصراعات والدعوات التي يطرحها البعض لتقسيم ليبيا، قال السنوسي إنه يؤكد مجددا بأن هذا الأمر متروك للشعب الليبي مشيرا إلى أن ليبيا تمر بنفس الظروف التي كانت تمر بها قبل الاستقلال، مستدلا بالصراعات والتدخلات إبان فترة الاستقلال، مؤكدا أن الليبيين قرروا أن يتوحدوا تحت دستور واحد جامع لكل أطياف الشعب فكانت الدولة وكانت المملكة، مطالبا الليبيين بضرورة تغليب المصالحة العامة وأن يتسامحوا ويعفوا ويتجاوزوا الخلافات؛ كي يستطيعوا أن يتشاركوا في بناء الدولة المنشودة .
آلية الاستقرار موجودة
وعن تصوره للآلية التي يمكن أن ينتهجها الليبيون لتحقيق نقلة نحو الاستقرار في ظل المقاربة التي اعتمدها المجتمع الدولي ومن خلال جهود بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا والاتفاقات والمسارات السياسية التي تم اعتمادها كخارطة للطريق، أكد السنوسي عدم الحاجة لابتداع آلية جديدة، مؤكدا أن الآلية موجودة ومتمثلة في الدستور الليبي، مشيرا إلى احترامه لدور المؤسسات الدولية في ليبيا، ومؤكدا إمكانية الاعتماد على دستور الاستقلال لبناء وتسيير الدولة الليبية.
مستقبل علاقات ليبيا
وعن نظرته لدور الدول المحيطة بليبيا إقليميا في أوروبا وإفريقيا والعالم العربي والدور الذي تأمل أن تلعبه ليبيا مستقبلا في علاقاتها الدولية، أكد السنوسي على ضرورة أن تكون هناك علاقات طيبة مع الدول المحيطة بليبيا وباقي دول العالم مشيرا إلى أن هذه العلاقات يجب أن تكون على مبدأ الاحترام المتبادل، حيث لا ينبغي أن يتدخل الليبيون في شأن أي دولة من دول العالم، مؤكدا أنه وبالمقابل لا يحق لأي دولة من دول العالم أن تتدخل في شؤوننا الداخلية منوها بأهمية تطوير هذه العلاقات بما يخدم مصلحة الشعب الليبي وباقي شعوب العالم.
الليبيون قادرون
وبسؤاله عن قدرة الليبيين على مواجهة مصاعب التغيير السياسي والتحديات الخاصة بإعادة تأهيل البنى التحتية والتطوير الذي تتطلبه الدولة في جميع المجالات، أجاب بأنه على ثقة بأن لدى الشعب الليبي ما يكفي من القدرات والكوادر الوطنية لبناء وتسيير ليبيا، مؤكدا على أن ذلك سيكون بمساعدة أصدقائنا وأشقائنا من دول العالم لتحقيق النهضة والاستقرار للشعب الليبي، مشيرا إلى أن هذا لن يتحقق إلا من خلال المصالحة والتسامح والعفو ونبذ العنف والتمسك بوحدة الوطن لكي نستطيع جميعا أن نتشارك دون إقصاء لبناء الوطن الغالي.