السقيفة الليبية: بهجة المعرفة والتواصل الفكري
تقرير| 218
في البدء، كانت فِكرة صفحة على الفيسبوك، اسمها “السقيفة الليبية”، مهتمة بالملف الثقافي والفكري والفني في ليبيا والعالم، وبعدها رسّخت نفسها على المشهد العام في ليبيا، عبر اتخاذها سياسة الاستمرارية والنشر بشكل يومي.
والمتابع لـ”السقيفة الليبية”، سيقرأ ويُشاهد أبرز المحافل والندوات والأمسيات الشعرية والفكرية في ليبيا، سيكتشف أسماء مبدعين ليبيين وليبيات، لم يكُن يعرفهم من قبل، سيتعلّم فنون البحث والمثابرة، من منشورات الصفحة التي أصبحت مرجعية لكل من يبحث عن الجديد في عالم الثقافة الليبية وغيرها، سيعرف من خلالها على رموز ليبيا في الأدب والفكر والفنون، سيغوص في ذاكرة التاريخ وسيبتسم لصورها ومشاهدها التي تختارها باستمرار.
فِكرة اللجوء إلى مواقع التواصل، لإيصال الأفكار، ترسّخت اليوم أكثر مما كانت عليه في السابق، وفي ليبيا، تتجه بعض الجهات ذات العلاقة بالفنون والأدب، إلى مواقع التواصل، لنشر نِتاجها المعرفي، لجمهورها المُعجب بنشاطها ولاستقطاب عدد إضافي لها في مسيرتها.
منصّات “السقيفة الليبية”، على الفيسبوك وتويتر، حظيت بإعجاب كبير ولافت لدى الأكاديميين والشعراء والشاعرات الليبيات خصوصا، كما أنها تستقطب وتنشر ما يُقدّمه المحتوى الليبي على مواقع الإنترنت، ضمن جهودها لتوضيح الصورة الغائبة عن المشهد الليبي، وهي صورة الفنون والثقافات المشتركة في ليبيا، والتي تُمثّل مرجعية ثريّة للهوية الليبية.
وفي زمن تعيش فيه ليبيا، ويلات وأزمات، أصبحت “السقيفة الليبية”، بمثابة الملجأ والمكان الذي يهرب إليه كل من تعِب ويبحث عن مكان يستريح فيه، من همومه اليومية، وهواجس المستقبل الغامض في ليبيا.
ويُمكن القول، أن “السقيفة الليبية”، سدّت فراغا كبيرا في المشهد الثقافي العام في ليبيا، في ظل غياب منظومة مُوحّدة للحراك الثقافي، وغياب المجلات والمطويات والمعارض المتعددة في الكتب والفنون، ونجحت حتى اللحظة، في مُهمّتها التي بدأت منذ سنوات.
وتُعرّف “السيقفة الليبية” نفسها، أنها “منبر ثقافي لأهل الأدب والفن والثقافة.. عشاق الجمال.. ومحبي الخير.. والساعين لغد افضل… تلملم من هنا وهناك.. أعمال وأخبار المبدعين… تذكر بروائع الأولين، وتتابع كل جديد ممتع ومفيد. انطلقت في يونيو 2017، وهي الآن في عامها الثالث”.
وعن هدفها تقول: “الإحتفاء برموز ليبيا وأعلامها.. بثقافتها وآدابها وفنونها وتراثها.. وكذلك الانفتاح على ثقافة الأخر واحتضان المنتج الثقافي والادبي والفني (العربي والعالمي).. فالسقيفة لا تهدف للترويج لاسم معين وتسويق منتوجه وافكاره ومواقفه بل هي للجميع وبالجميع”.
وأوضحت السقيقة الليبية، أنها تعمّدت منذ البداية، على عدم التشخيص: “تعمدنا منذ البداية أن لا نشخصنها ونربطها بإسم شخص بعينه، لتكون جاذبة لكل عشاق الأدب والثقافة بصرف النظر عن اختلافاتهم او حتى ”خلافاتهم”.