السراج يقترب من “شمعته الثالثة” بـ”بوستة”.. أزمات أكبر
218TV | خاص
أطفأ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج في شهر ديسمبر الماضي “شمعته الثالثة” بعد الاتفاق السياسي الذي وقّعته أطراف سياسية في مدينة الصخيرات المغربية، وأنتجه سياسيا، إذ جاء من “الصفوف الخلفية” ليكون على رأس جسم سياسي مهمته إدارة مجلس يشرف على مجلس الوزراء قبل أن ينتهي به المطاف كـ”رئيس حكومة” أخفق مرارا في إدارة المشهد في العاصمة طرابلس، لكن السراج يحتفل في شهر مارس الحالي بـ”شمعة ثالثة” أخرى هي قدومه إلى العاصمة طرابلس في مارس 2016.
الفرقاطة البحرية التي حملت السراج إلى رصيف قاعدة “بوستة” البحرية، أحضرت معه “آمال الليبيين” بولادة نواة سلطة سياسية قوية ومستقرة قادرة على إدارة ليبيا في ظرف عصيب ومتشعب، لكن السراج بدأ بإهدار الفرص السياسية التي نالها بعد أشهر قليلة من وصوله إلى القاعدة البحرية، التي ظل يقيم بها فترة طويلة قبل أن ينتقل إلى مقر رئاسي قريب منها، فيما كانت زياراته إلى أحياء طرابلس نادرة وقليلة وخاطفة أيضا، إذ يتندر مواطنون بأنهم شاهدوا السراج خارج ليبيا أضعافا مضاعفة عن المرات التي شاهدوا فيها أنشطة سياسية له داخل ليبيا.
مع “الشمعة الثالثة” للسراج في طرابلس، فإن سكان العاصمة الذين كانوا مرارا طيلة السنوات الثلاث الماضية “نهباً” للقصف العشوائي من مجموعات مسلحة غزت المدينة في صراعات مريرة مع مجموعات أخرى، يقولون إن أزمات العاصمة بعد قدوم المجلس الرئاسي أصبحت “أكبر وأعمق وأخطر”، وأن بعض أحياء العاصمة تشهد انفلاتا أمنيا على أيدي عناصر مجموعات مسلحة كثير منها خارج عن القانون، ويقوم بعمليات خطف وقتل وتعذيب.
يجمع السراج إلى “لقبه السياسي” كرئيس للمجلس الرئاسي”، “لقبا عسكريا” هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، فيما يقول مواطنون إن “المهندس المدني” السراج أظهر “عجزا سياسياً”، ولم يُبْدِ أي “فهم عسكري” لخطورة المسمى الذي يتمسك به في إطار صراعه مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الذي راكم إنجازات عسكرية على يد جيش بدأ من “نقطة الصفر”.