السراج وعقيلة يرفضان “عرضاً سياسياً” من الرئيس الفرنسي
218TV|خاص
اسمان ليبيان فقط يتصدران الأخبار والتقارير المتعلقة بليبيا في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وهذان الاسمان عرضة لكل أنواع النقد السياسي “الجارح والحاد”، و”الشتيمة المُرّة” من ليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً موقع “فيسبوك” الذي يعتبره مواطنون “الجنرال الآمر الناهي” بالنظر إلى سطوته في الداخل الليبي، لكن فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب يكتفيان بـ”مظلات مثقوبة” دولية وداخلية، وبـ”إطلالات وبيانات خجولة” تزيد نقمة الليبيين غالباً.
السراج وعقيلة إذ يتحصن الأول بقاعدة بوستة البحرية، والثاني بـ”عصا بوعكوز” –وفق اتهامات لهما من مواطنين- يرفضان التعلّم من “العرض الفرنسي” الذي قدّمهما لهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي لم يتحصن بقصر الإليزيه بعد هتاف أصحاب “السترات الصفر” لرحيله، بل أطلق ما سمّاه “نقاشاً وطنياً كبيراً” بدأ التنقل تحت مظلته إلى المدن والبلدات الفرنسية، موقنا أن مظلته الحقيقية هي بين مواطنيه، وليست في أميركا أو روسيا، مثلما ليست في إيطاليا، أو حتى في مجلس الأمن الدولي، ولن تكون كذلك بيد مبعوث دولي ترسله الأمم المتحدة بـ”حقيبة أدوية” ليس فيها أكثر من “حقن المُسكّنات”.
لا يستطيع السراج أو عقيلة تقليد ماكرون في الذهاب مباشرة إلى الناس، وفتح نقاشات معهم، وتذكيرهم بأنه ليس ثرياً، وأنه لن يكون رئيسا للأغنياء فقط، فمعظم الليبيين قد حفظوا محتويات تقرير ديوان المحاسبة الأخير، والذي جاء “صادما ومروعاً” عن هدر مالي، فإن أكثر ما يستطيع السراج وعقيلة القيام به هو “التراشق بنقص الشرعية”، واستخدام “مساحيق التجميل” للسياسات والتصريحات، فيما يعاني الليبي منذ سنوات عدة من تدهور معيشي حاد، وانهيار مؤسساتي شبه كامل يأخذ في طريقه حق الناس في التعليم والصحة والأمن، و”يوما معيشيا” لا حرمان فيه من حياة الحد الأدنى.
يذهب ماكرون إلى التاريخ بوصفه الرئيس الذي لم يتحصن بـ”الإليزيه” ضد هتافات شعبه، بينما يذهب السراج وعقيلة إلى التاريخ أيضا لكن بوصفهم جزءا من “مرحلة سوداء” من تاريخ ليبيا، وبوصفهم أيضا جزءا من طبقة حاكمة أهدرت فرص المصالحة والبناء والأمان، وربما بوصفهم جزءا من مجموعة سياسية قال المبعوث الأممي غسان سلامة إنها تمارس “نهبا منظماً” للمال العام.