السراج وصدام..تخاطر باراسايكولوجي
حيدر حسين علي
يبدو أن سلسلة المقاربات والتماثل بين الحالتين الليبية والعراقية تأبى أن تنتهي لا سيما في ظل تشابه التطورات الميدانية على تخوم عاصمة طرابلس مع تلك التي سبقت تقدم الجيش الأميركي لإسقاط رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين في العام 2003.
ولعل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج قد تخاطر وفقا لعلم الباراسايكولجي أو ما يعرف بعلم التواصل مع الأرواح مع روح صدام حسين وذهب بعيدا في ذاكرته ودخل إلى أعماقها وشاهد ما كان يدور بخلده في ذلك العام بعد أن صرح في آخر لقاءاته التلفزيونية مع وكالات الإعلام الأميركية برغبته الجادة في مناظرة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن واستعداده لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين العراق والولايات المتحدة تتضمن منحها امتيازات نفطية في مشهد مغازلة سياسية واضحة حاول صدام حسين من خلالها التشبث بكرسيه الذي يعني وجوده واستمراره على قيد الحياة منهيا بذلك ما كان يردده من عبارات الإمبريالية الأميركية والعبارات الأخرى المعادية للولايات المتحدة.
ولربما أيقن السراج أن صدام حسين لجأ لهذه التصريحات بعد أن أدرك أنه راحل لا محالة ليأتي التجاهل من الرئيس الأميركي ردا عليها وتصل الدبابات والمجنزرات وعربات الهامفي الأميركية إلى قصوره التي تركها دون رجعة.
واليوم نرى السراج يحاول أن يستخدم ذات أسلوب صدام حسين في تصريحات لقناة إيطالية غازل من خلالها قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر وتراجع من خلالها عن موقفه السابق إبان بداية الحرب في العاصمة طرابلس الذي قال فيه نتحاور مع الجميع باستثناء المشير بعد أن أيقن تماما أن قائد الجيش الوطني سيدخل العاصمة طرابلس عاجلا أم آجلا وفقا لمعطيات الميدان والتطورات السياسية في داخل ليبيا وخارجها.
ويبقى السؤال المطروح هل سيأتي اليوم الذي سيختفي فيه السراج وحكومته ومجلسه الرئاسي بعد وصول قوات الجيش الوطني إلى قلب العاصمة طرابلس كما فعل صدام حسين ومن معه أم أن لحكاية السراج نهاية أخرى مخالفة لنهاية الرئيس العراقي الأسبق.