السراج وحفتر أطلقا موسم “الحج الأوروبي” إلى ليبيا
218TV.net خاص
تكشف معطيات أن لقاء رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر في دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي قد فاجأ تماما “عواصم ثِقل القرار”، ويبدو أيضا أنه كان خارج نطاق حساباتها وتوقعاتها، إذ بدأ “حج” وزراء خارجية أوروبيون تباعا إلى طرابلس في مسعى لـ”استنطاق” السراج بما حصل خلف أبراج أبوظبي العالية، خصوصا وأن عدة دول أوروبية تنظر إلى اتفاق السراج-حفتر كمفتاح حل الأزمة الليبية، لكنها لم تكن تتوقع مجرد انعقاده.
ليس مصادفة أن ينتقل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى طرابلس الخميس الماضي، فيما بلاده “غارقة سياسيا” بـ”تفاعلات البريكست”، و الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذ يعني انتقاله إلى طرابلس أن بلاده أوفدته لاستطلاع “ملف مهم”، وأن ما ناقشه مع السراج “لم يكن أمرا ترفيا”، وفيما كانت الأوساط الدولية تتساءل عن “مغزى وتوقيت” زيارة جونسون جاءت زيارة وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو لتؤكد أن “عواصم القرار” اهتزت بوصلتها بعد قمة السراج حفتر، فيما يجري الحديث عن وزراء أوروبيين آخرين من المحتمل أن يحجوا إلى العاصمة طرابلس في الأيام المقبلة.
غايتان أو ربما تفسيران لـ”الحج الأوروبي” إلى ليبيا فإما أن “عواصم الثقل” تحاول مواكبة “المبادرة الإماراتية” حتى لا تفلت “حصتها الليبية”، أو أنها تحاول وضع العصى في الدواليب في مهمة لإعادة خلط الأوراق الليبية، إذ يمكن إبراز هذه التفسيرات في وقت لم يتصاعد فيه “الدخان الليبي الأبيض”، لكن ثمة قناعة ليبية تتنامى أن “الصيدلية الدولية” لم تعد قادرة على إنتاج “أمصال سياسية” لعلاج الحالة الليبية، وأن الأصل التفكير بـ”بدائل ليبية” بعيدا عن “المُسكنات” التي لا تلبث إلا وأن تعود بـ”أعراض مرضية أصعب”.