السبب الحقيقي لتعيين العيساوي مدرباً للمنتخب
ليس من المتعارف عليه في كرة القدم أن يكون للمنتخب أو الفريق مدربِيْنِ اثنين في نفس الوقت، لكن ذلك حدث بعدما عيّن الاتحاد الليبي لكرة القدم، فوزي العيساوي، وأبوبكر باني، مدربين للمنتخب الأول، خلفًا لعمر المريمي.
ولم يوضّح الاتحاد الليبي مهمة كلٍ واحدٍ منهما، لكن من المتوقع أن يشغل العيساوي منصب المدرب وباني منصب المدير الفني.
ورغم أن كثيرين أعربوا عن استغرابهم من تعيين مدربين للمنتخب في نفس الوقت، لكن كما يُقال “لكل قاعدة استثناء”، فالمدربان يتمتعان بتوافق عالٍ جداً ولديهما تفاهم في الصلاحيات والأفكار وتوزيع المهام دون تعارض.
وجاء قرار الاستعانة بالعيساوي وباني نظراً لقصر مدة التحضير خاصةً مع قرب مواجهة سيشل ضمن منافسات الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2019 بالكاميرون.
وينتظر العيساوي وباني تحدياً صعباً بسبب المشاكل البدنية والفنية وحالة عدم الاستقرار التي يعاني منها الفريق أبرزها تواضع مستوى خط الدفاع بعد الخسارة القاسية من منتخب نيجيريا.
ويحتل منتخب ليبيا المركز الثالث بالمجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط قبل مرحلتين على نهاية التصفيات، فيما تتصدر نيجيريا بـ9 نقاط، وجنوب أفريقيا بـ8 نقاط، وحيث يتأهل أول وثاني المجموعة إلى النهائيات المقررة الصيف المقبل.
وجاء التعاقد مع المدربيْن خلفاً للمدرب عمر المريمي الذي تسلم مؤقتا مكان المدرب السابق عادل عمروش بعدما غادر معسكر الفريق في تونس قبل حوالي أسبوعيْن.
ولعل الاتحاد الليبي استعان بالعيساوي تحديداً لعدة أسباب في هذه الفترة الحرجة التي يمرّ بها المنتخب، وفي مقدمتها البحث عن “الهدوء”.
المنتخب يمر الآن بفترة توتر وتشنّج بسبب حالة عدم الاستقرار التي خلّفها رحيل عمروش المفاجئ من ثم الخسارتين المتتاليتين ضد نيجيريا بعدما كان يؤدي بشكل أكثر استقراراً وحصد 4 نقاط من أول جولتين.
هذا الأمر دفع الاتحاد الليبي إلى البحث عن شخصية محلية تحظى بالتقدير والاحترام خاصة من اللاعبين، ولعل العيساوي أحد أكثر الشخصيات الرياضية الاعتبارية في الوقت الحالي وتحظى بتقدير.
مكانة العيساوي في قلوب الليبيين خاصة لاعبي كرة القدم ستجعل من مهمة العودة إلى الهدوء والاستقرار لا تأخذ الوقت الكثير، لأن مهمة المنتخب الآن ليست بالدرجة الأولى تكتيكية في الملعب أو عملية اختيار لاعبين.
ولا يُطالب الآن العيساوي ومساعده بنتائج مباريات إيجابية وتحقيق فوز فيما تبقى من المباريات بالدرجة الاولى، بقدر ما هي مهمة إحداث “استقرار” وعملية ضبط لصفوف المنتخب وتهيئة أجواء أفضل، وإدارة مرحلة انتقالية إلى حين التعاقد مع مدرب جديد.
كما أن المراحل الانتقالية في أندية ومنتخبات كرة القدم يُشرف عليها شخصيات محلية مقرّبة من الفريق، لأن التعاقد مع مدرب أجنبي في هذه الفترة سيحتاج وقتاً على صعيديْن، الأول في عملية البحث عن مدرب مناسب للمنتخب الليبي، والصعيد الثاني أن هذا المدرب الأجنبي لا يصلح لمرحلة انتقالية بسبب عدم توفر الوقت الكافي لدراسة الأوضاع واللاعبين ومتابعتهم مع أنديتهم.
ومما دفع العيساوي إلى الموافقة على تدريب المنتخب مؤقتاً ولفترة قصيرة هو غياب الضغوط وغياب التوقعات بسبب الظروف الراهنة، أي أن العيساوي جاء لمهمة محددة وواضحة وقصيرة الأجل ولا مطالبات بأي نتائج.