الزلابية.. الحلوى الزمنية التي تزين موائد الليبيين في رمضان
عجين من الدقيق الأبيض المخمر يأخذ أشكالاً دائرية ومخروطية يقلي في الزيت ويغمس في العسل ليتحول لواحدة من أكثر الحلويات الليبية شهرة وخصوصية في شهر رمضان مع إقبال لافت على شرائها والتباري في إعدادها منزليًا بنكهات وألوان صبغية مختلفة.
الحاج حمد؛ أفنى عمره في إعداد الزلابية عبر متجره الذي افتتحه بداية في بنغازي خلال ثمانينات القرن الماضي قبل أن ينتقل إلى مدينة طرابلس ويمارس مهنته التي أتقنها وحافظ على حرفية أدائها بالتزامن مع أكلات شعبية أخرى كالسنفز والبوريك التي تشهد رواجًا بين طبقات الشعب الليبي المختلفة حيث يقدم الحاج حمد منتجه من الزلابية بأسعار لا تتجاوز 20 دينارًا للكيلو جرام الواحد وهو سعر يقبله المتسوقون ويبدو رخيص نسبيًا مع ارتفاع أسعار الدقيق والزيوت والمواد الداخلة في صناعة حلوى الليبيون الشعبية.
وتوحد الزلابية الأذواق الليبية حيث تنتشر في مختلف المدن ويتزايد عرضها بشكل خاص في شهر رمضان بينما ينحصر بيعها في المواسم الاعتيادية في فصل الشتاء حيث لا يفضلها المستهلكون في فصل الصيف وتقدم الأكلة المختلف على أصلها وتاريخ دخولها البلاد والمتفق على كونها ثراثًا ليبيًا متوارثًا سعرات حرارية عالية وطاقة للجسم بعد ساعات طويلة من الصيام بمكوناتها المحتوية على مقادير عالية من السكريات والمواد النشوية والكربوهيدراتية حيث تزيد الإضافات الصناعية التي يستخدمها بعض الحرفيين في تزيين الزلابية ومنحها ألوان مختلفة غير لونها الذهبي اللامع الذي تظهر به عقب غمسها بالعسل الذي يتم إعداده بشكل يدوي من خلال غلي الماء بكميات كبيرة من السكر وتبريده ليصنع شكلاً هلاميًا تغمس فيه الزلابية عقب إخراجها من قدر الغلي لدقائق لتصبح جاهزة للاستهلاك.
ورغم تطور العروض الرمضانية، خاصة تلك المتعلقة بالأكلات وأصناف الطعام؛ تحافظ الزلابية على حضورها الدائم والمتميز في موائد الليبيين حيث ينتشر باعة الزلابية التي تكون طازجة في الغالب على أرصفة الشوارع وفي أزقة المدينة القديمة بطرابلس، كما تحرص بعض المجمعات التجارية الكبيرة على تضمينها ضمن عروضها الرمضانية لإبراز الأجواء الخاصة والتقاليد المتوارثة للعائلات الليبية.