الرياضة الليبية.. عواصف السياسة تكاد تقلب القارب
علي البوسيفي
بات انعدام الدعم المالي يهدد مستقبل الرياضة الليبية بتواجد اتحاداتنا الرياضية وتواصلها مع الاتحادات الدولية، ورغم الشُح في إقامة البطولات المحلية الرسمية للمسابقات الجماعية والفردية خلال السنوات السبع الماضية إلا أنهم جميعاً استطاعوا جمع الشباب تحت مظلة الوطن بكافة الوسائل اليسيرة و بأقصر الطرق نحو بناء الوطن ، باستطاعتنا أن نصنع بميادين الرياضة وملاعبها المستحيل بتكاتف الجميع لأن الرياضة أصبحت صناعة حيث بإمكان الاتحادات الرياضية استثمار حب المجتمع الليبي لها وتحقيق النجاحات في تنظيم بطولات قوية تصنع المنافسة داخليا وتطبق برنامجا علميا قبل المشاركة في البطولات الخارجية للفرق والمنتخبات وكذلك إعداد جيل قادر على خوض تجربة الاحتراف في أقوى البطولات الدولية ، لو تحقق ذلك نكون قد نجحنا في صناعة الفرحة ورسم البهجة على وجوه الليبيين بكافة ألوانهم الرياضية وانتماءاتهم السياسية ولكن كل ذلك لا يحدث إذا ما توفر الدعم المالي والتخطيط الإداري المطلوب لتحقيق الأهداف
تلقت رياضتنا مطلع هذا الأسبوع هزة قوية وأزمة حادة قد تعصف بمستقبل الرياضة الليبية حيث تفاجأ الجميع بعقد أغلب الاتحادات الرياضية مؤتمرا صحفيا وإعلانا صدر عنه بيان يحدد إشارات التهديد بتجميد أنشطتها دوليا بسبب عدم قدرتها على دفع رسوم اشتراكاتها السنوية للاتحادات الدولية منذ سنوات
كما طفت على السطح مطلع هذا الأسبوع كذلك قضية تراكم ديون مستحقة لمدربي منتخب كرة القدم السابقين البرازيلي باكيتا والإسباني كليمنتي والتهديد الصريح من دهاليز الفيفا ومحكمته الرياضية بوضع مهلة أخيرة لا تتعدى أغسطس المقبل بدفع ما تبقى من مستحقاتهما التي تقدر باكثر من ثلاثة ملايين يورو نظير فترة من الزمن استطاع أبن السامبا التأهل بالفرسان إلى أمم أفريقيا 2012 وتتويج الباسكي معنا بكأس الشأن الذي يعتبر أول لقب قاري يسجل في تاريخ مشاركاتنا الأمر الذي سيضع رياضتنا في غاية الصعوبة
ومما يزيد الأمور صعوبة انقسام الرياضة بين حكومتين عبر هيئتين للشباب والرياضة واحدة في طرابلس والأخرى في البيضاء، وتشتت انديتنا الرياضية وانقسامها على الوضع الراهن والاستثنائي التي تمر بها البلاد بين مؤيد ومعارض وابتعاد الممولين عنها.
هذه الأمور جميعها تكفي لأن تعصف بمستقبل رياضتنا التي نحبها ونعشقها ، يجب أولا كشف من وصفهم صديقنا عادل قنابة “بالأشرار وأصحاب النزعات السيئة وإبعادهم، باعتبارهم هم من يضعون القيود والعراقيل من أجل عدم عودة الدوري الليبي .. لا يكترثون لأهمية عودة نشاط الكرة الرسمي ولا يأبهون بمدى الفائدة التي ستعم البلاد، فقط همهم إحداث بلبلة وتصفية حسابات ضيقة وإظهار أخطاء غيرهم وتقديم مصالحهم على الغير”
وضع رياضتنا في غاية التعقيد حالها كحال الوطن يجب من الجميع أخد خطوات سريعة ومهمة في عملية لملمة ما تبقى من أوراق ومحاولة تسويتها وترتيبها ووضع أولوية لإصلاحها .