الرئيس العراقي يفضل الاستقالة على ترشيح العيداني للحكومة
تقرير | 218
استقالة من شأنها أن تزيد الأمور تعقيدا، لوح بها الرئيس العراقي برهم صالح أمس أمام البرلمان، اعتراضا منه على إصرار كتلة البناء البرلمانية التي يقودها هادي العامري المدعوم إيرانيا، على ترشيح محافظ البصرة أسعد العيداني لتولي رئاسة الوزراء بعد أسابيع من الجمود السياسي، وقال صالح إنه يفضل الاستقالة على تعيين شخص سيرفضه المحتجون.
صالح أعلن اعتذاره عن تكليف العيداني، انطلاقا من حرصه على حقن الدماء وحماية السلم الأهلي، مضيفا أن قبوله بذلك لن يرضي المحتجين المطالبين برئيس وزراء مستقل دون انتماءات حزبية ولن يساعد في تهدئة الاضطرابات التي هزت البلاد، وبما أن الدستور لا يمنحه سلطة رفض المرشحين فإنه يفضل الاستقالة على ترشيح العيداني، وتحتم استقالة صالح على البرلمان اختيار خليفة له ليقوم بدوره بتكليف شخص لرئاسة الحكومة، على أن يتولى رئيس مجلس النواب الرئاسة لفترة مؤقتة.
الأحزاب المدعومة من إيران، وعلى رأسها تحالف كتلة البناء في مجلس النواب دعت إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق صالح، لحنثه باليمين وخرقه للدستور بعد رفضه تكليف مرشحها، وأكد التحالف التزامه التام بالسياقات الدستورية رافضا ما وصفها بالتبريرات وعملية الالتفاف على الدستور وانتهاكه من الجهة التي يفترض أن تكون حامية، متهمين الرئيس بدفع البلاد إلى الفوضى التي تخدم الجهات الأجنبية وتتربص الشر بالعراق وشعبه.
نواب آخرون ينتمون للتيار الصدري أشادوا بقرار الاستقالة ووعدوا بتأييده، في حين يرى المحتجون أن النخبة السياسية كلها مدعومة من قوى أجنبية لا سيما طهران وواشنطن على حساب المصالح اليومية للعراقيين.