أردوغان يُدير ظهره للرفض.. ويدرس موعد إرسال قواته إلى ليبيا
أفادت مصادر لـ218 بأن أردوغان بدأ مساء اليوم الجمعة اجتماعه بأركان حكومته لبحث الخطوات التنفيذية لإرسال قوات إلى ليبيا، وعُقِد الاجتماع بمكتب الرئاسة التركية في قصر دولمة باهجة في إسطنبول، ويشارك فيه رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان.
وذكرت ذات المصادر أن الاجتماع سيناقش الجدول الزمني لإرسال القوات إلى ليبيا لتقييم الأوضاع على الأرض، ولمعرفة طبيعة المهام الموكلة لهم. وكان البرلمان التركي، قد صادق يوم أمس الخميس، على مذكرة رئاسية تهدف لإرسال قوات عسكرية لدعم حكومة الوفاق، بموافقة 325 نائبًا ورفض 184.
ونشرت الجريدة الرسمية التركية، فجر اليوم الجمعة، المهمة التي ستكون لمدة عام واحد قابل للتمديد للقوات العسكرية التركية في ليبيا، وفقا للمادة 92 من الدستور التركي، المتعلقة بإرسال قوات عسكرية إلى دول أجنبية.
اتفاقية “أطماع”؟
ويعتبر الرئيس التركي أن بلاده أفشلت كافة المخططات التي تحاول إقصاء تركيا من البحر المتوسط، من خلال الخطوات التي اتخذتها مؤخراً، في إشارة إلى الاتفاقية الموقعة مع حكومة الوفاق بشأن إعادة ترسيم الحدود البحرية والتعاون العسكري.
وفي إطار طمعه في تحقيق الأهداف التي نصت عليها الاتفاقية خاصة فيما يتعلق بالحدود البحرية المعنية بثروات البحر المتوسط المُتنازع عليها منذ عقود، أشار أردوغان في رسالة بمناسبة رأس السنة، إلى أن أنقرة ستُقدّم الدعم اللازم لحكومة الوفاق لتضمن تنفيذ بنود الاتفاقية المبرمة معها.
رفض أمريكي
وحذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي بينهما من التدخل العسكري في ليبيا، وفقاً لما نقلته صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب سارع لتحذير أردوغان من مخاطر التدخل في ليبيا بعد ساعات قليلة من مصادقة البرلمان التركي على مذكرة التدخل، كما أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي أكد أن التدخل التركي سيُعقّد الوضع في ليبيا.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد دعت الأطراف الخارجية لوقف تأجيج الصراع في ليبيا عقب توقيع البرلمان التركي لمذكرة التفويض بالتدخل، مناشدة جميع الأطراف الدولية بتأييد عملية السلام في ليبيا.
رفض داخلي
ويواجه قرار التدخل العسكري في ليبيا رفضاً تركياً داخلياً، حيث سبق وأن أعرب نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، عن رفضه لفكرة إرسال أتراك إلى ليبيا، مؤكداً أنه لا مكان للجنود الأتراك في صحارى ليبيا.
وشدد على أن حزبه يرفض المقترح الذي يقضي بإرسال جنود أتراك إلى ليبيا، مُبيّنناً أن الجهات التي تُحاول الدفع نحو تورط تركيا في ليبيا، تسعى لجر أنقرة إلى مغامرة جديدة في الحقل الليبي المعقّد.
واعتبر حزب الشعب الجمهوري، تدخل أردوغان في ليبيا خطأ استراتيجياً سيُغرق تركيا في المزيد من المشاكل الخارجية، كما حذّر من الانحياز إلى أحد أطراف النزاع في ليبيا، لما لهذه الخطوة من تأثير على مستقبل المنطقة الاقتصادية المتنازع عليها، ومحاولات التسوية بشأنها.
وسبق أن طالب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، الرئيس التركي بأخذ الدروس من الصراع السوري، وعدم التدخل في الصراع الليبي الداخلي.