الذكرى الـ 50 لرحيل أول رئيس حكومة ليبية بعد الاستقلال
ذكر الباحث والأستاذ علي الهازل، المختصص في مركز الدراسات التاريخية، أن اليوم 30 سبتمبر، يصادف ذكرى وفاة أول رئيس وزراء في ليبيا، محمود المنتصر، في سبتمبر 1970.
ووصف الباحث، المنتصر، بأنه يعتبر واحدا من رجالات ليبيا الذين ساهموا بشكل فعال في بناء واستقرار الدولة الليبيه بعد خروجها من حقبة الاستعمار.
وقدّم الباحث والاستاذ علي الهازل، سيرة ذاتية لمحمود المنتصر، كتبها كمقدمة لندوة عقدت بالمركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية حول شخصية المنتصر ودوره السياسي.
ويعدّ الراحل، محمود المنتصر، أول رئيس للحكومة في ليبيا، بعد الاستقلال، وولد في عام 1903م.
وعن تعلميه، تلقى محمود المنتصر تعليمه في طرابلس وروما، وقبل مرحلة الاستقلال، ترأس إدارة الأوقاف الاسلامية في طرابلس، ومشاركا في هيئة تحرير ليبيا التي ترأسها بشير السعداوي، إضافة إلى كونه مندوبا عن إقليم طرابلس في لجنة الدستور.
وبعد استقلال، تم تكليف المنتصر بتشكيل أول حكومة للمملكة الليبية المتحدة، بناءًا على تكليف من الملك الراحل إدريس السنوسي.
وفي مقالٍ سابق للأستاذ “المهدي يوسف كاجيجي” بصحيفة “فسانيا”، عن الراحل محمود المنتصر، أوضح فيه الكاجيجي بقوله: “عندما ترأس السيد محمود “بي” المنتصر أول حكومة ليبية بعد الاستقلال، كان التعداد السكاني مليونا وربعا، في بلد بلغت نسبة الأمية فيه 90٪ وعدد حاملي الشهادات الجامعية فيه لا يتعدي الستة عشر فردا، ودخل الفرد فيه ثلاثين دولارا في السنة، فقر شديد يضع شعبا كاملا علي مقربة من أسفل السلم الاقتصادي”.
وأشار الكاتب المهدي كاجيجي: ولم يكن هناك خيارا أمام الآباء المؤسسين من أجل توفير أموالا لميزانية الدولة الوليدة، سوى القبول بالعرض البريطاني الأمريكي بتأجير قواعد عسكرية، لم يكن القرار فرديا، ولكن تم بأمر من الملك ادريس وموافقة الحكومة عليه بكامل أعضائها، ولكن لسوء حظ الرجل ارتبطت القضية وتداعياتها فيما بعد باسمه ولسوء الفهم تعرض لهجوم عنيف متهما بالعمالة، فقد قابل كل ذلك بصمت شديد. كان نموذجا نادرا من رجال الدولة الوطنيين من الذين يعشقون اوطانهم بعقولهم قبل قلوبهم، لم يقف يوما أبدا مدافعا عن نفسه، شارحا لظروف المرحلة، وكثير منا لم يدرك الحقائق الا بعد رحيله بما يقارب النصف قرن.
وينقل الأستاذ كاجيجي في مقال، عن الاستاذ بشير السني المنتصر، وزير الدولة لشؤون رئاسة مجلس الوزراء في مذكراته أن السيد محمود المنتصر قال له: اسمع يا ابني، انا لا اكذب عليك ولا على الشعب الليبي. فعندما قبلت تأليف الحكومة للمرة الثانية وأنا في حالة من المرض لا تسمح لي بهذه المسؤولية، كنت آمل وأريد إلغاء المعاهدة البريطانية التي وقعتها عن إيمان بحاجة ليبيا إليها؛ لأن ليبيا كانت أفقر دولة في القارة الإفريقية وغير قادرة علي تغطية مصاريفها الإدارية العادية ودفع مرتبات الموظفين والشرطة؛ ولهذا فحاجتنا المالية أجبرتنا على تأجير القواعد العسكرية لبريطانيا ثم لأمريكا،والآن أشعر بأننا لسنا في حاجة لمد يدنا لبضعة ملايين وعندنا عشرات الملايين تنهال علينا من البترول ؛ ولهذا ادعو الله أن يساعدني الملك في التخلص من المعاهدة البريطانية والاتفاقية الأمريكية وجلاء القوات الأجنبية من جميع أنحاء ليبيا ،وذلك راحة لضميري أمام الشعب الليبي، وحماية لأبنائي لأن يعيشوا حياتهم دون الشعور بين مواطنيهم بعقدة أن والدهم مهد للأجانب احتلال البلد”.