“الدول المُقاطِعة” و “قطر السلبية”.. أن تتمهل “إبراءً للذمة”
على عكس “انطباعات وتوقعات وتحليلات” اعتقدت أن الدول المُقاطِعة لقطر على وشك سلوك “تصعيد أكبر” ضد قطر، إلا أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر مالت إلى “واقعية سياسية” في وجه “سلبية قطر”، إذ اتفقت الدول الأربع على أن رد قطر كان سلبياً، لكنهم لم ينسوا تذكيرها بأن “المخرج الوحيد” للأزمة الراهنة هو أن تتوقف قطر عن “دعم وتمويل” الإرهاب.
في التحليل السياسي “المُحايِد” فإن قطر ربما تمنت “تصعيدا ومقاطعة أكبر”، بحثا عن “أوراق شعبية” تؤهلها للاستمرار في لعب دور “المظلوم”، فيما تعتقد أوساط خليجية تحدث إليها موقع قناة (218) أن الدوحة ربما عوقِبت ب”الهدوء الخليجي” أكثر مما لو كانت قد عوقِبت ب”خطوات أكبر”، وهو ما تتأهب له الدوحة وتتمناه في المرحلة المقبلة، إذ تريد الدوحة – والكلام لأوساط خليجية- أن تتقدم الدول الخليجية ب”عقوبات إضافية” بحثا عن حجة تتيح لها التمسك بالسياسات التي “تُواريها” حاليا.
انتهت الوساطة الكويتية ب”الشكر الخليجي”، هذا ما فُهِم من بين السطور في تصريحات وزراء خارجية الدول المُقاطِعة، ومعنى الشكر في الأدبيات السياسية الخليجية أن أمير الكويت “قَدْراً ووساطةً” قد أصبح خارج الأزمة، وأن جزءا من الانتظار والتمهل هو تقدير وساطة أمير الكويت، فيما تريد الدول الخليجية أن تقول ضمنا، وبين السطور أيضا أن الدول المُقاطِعة قد “أبرأت ذمتها” تجاه قطر والقطريين، وأن “الدور التخريبي” لم يعد مقبولا استمراره، ولا مقبولا الاستمرار في قبول ممارسته.
“رسالتان مُشفّرتان” أُرْسِلت ب”لباقة دبلوماسية عالية” إلى إيران وتركيا بوصفهما طرفان مستفيدان حتى الآن من “الاشتباك الإقليمي”، إذ قال وزراء خارجية الدول المقاطِعة إن إيران أكبر داعم للإرهاب ولا يمكن أن يحصل “توافق أو وئام” معها، قبل أن تصل الرسالة الأخرى إلى الأتراك من أن أي دور تركي في الأزمة ينبغي أن يكون لصالح إقناع قطر بالتخلي عن سياساتها المُضرة والسلبية، في إشارة ضمنية إلى القاعدة العسكرية التركية في الدوحة.
الخطوات العقابية مقبلة لا محالة – هذا ما تقوله أوساط خليجية-، ويمكن أن تتخذ في وقت أقصاه يوم الأحد المقبل، فيما لا تزال هذه القرارات “محل تشاور”، وأنها لن تُتخذ إلا في إطار ما تسمح به قواعد القانون الدولي.